عبد اللطيف المناوي يكتب: قطار التطوير.. يجب أن يستمر
هل فعلًا فات قطار تطوير مرفق السكك الحديدية؟ النغمة الجديدة التى استغلت الحوادث المؤلمة التى وقعت خلال شهر مضى تزعم ذلك. ولكنى لست معها، ولن أكون، فقطار تطوير أى قطاع أو مرفق لا يفوت أبدًا، طالما هناك إرادة حقيقية للإصلاح والتطوير.
أعتقد أن إرادة الإصلاح موجودة لدى القائمين على هذا الملف، سواء كانوا من ذوى طبقة المسؤولية اللا محدودة، أو الأقل مسؤولية، ولكن فاتورة الإصلاح- لعنها الله- هى التى ربما تؤخر الوصول إلى نقطة تكون فيها حوادث القطارات نادرة، ونادرة جدًا، مثل بلاد العالم الأخرى.
الحوادث الأخيرة راح ضحيتها العشرات، وأظهرت الصور والشهادات والتحقيقات التى أُجريت فيها مدى ضعف وتهالك المنظومة. والحقيقة أن الضحايا ليسوا ضحايا وضع حديث أو تأخير فى التطوير، بل هم ضحايا تراكم سنوات طويلة، لم تلتفت فيها الحكومات المتتابعة إلى عملية صيانة القطارات وخطوط السكك الحديدية، أحيانًا بسبب عدم توافر الإمكانيات، وأحيانًا أخرى لضعف كفاءة المسؤولين عن المنظومة، وأحيانًا أخيرة لقلة إرادة التطوير. تعددت الأسباب والنتيجة واحدة: نزيف مستمر.
الجهود التى تبذلها الحكومة لتطوير السكة الحديد وإمدادها بأفضل النظم التكنولوجية والكفاءات البشرية خلال السنوات الماضية لابد ألَّا تتوقف بسبب تسرب إحباط من تلك الحوادث. يجب ألَّا تقف عند أشخاص يُقالون أو يستقيلون أو يُبعدون، فالأشخاص زائلون، ومصر بشعبها باقية. الشعب الذى لن يكف عن ركوب وسائل المواصلات هو نفسه الذى لن يكف عن الإعلان عن ضيقه من شخص تسبب فى ألم له أو لأبنائه فى المستقبل، وهو كذلك الشعب الذى لا يخجل من أن يعلن شكره وحبه وتمجيده لشخص آخر صنع من أجله شيئًا إيجابيًا أفاده هو وأولاده.
لقد شرعت الحكومة فى خطة متكاملة لتطوير السكك الحديدية واستخدام التكنولوجيا فى ذلك، بل رفع كفاءة العاملين بها على مدار السنوات الماضية بعد توجيهات مباشرة من الرئيس السيسى. تلك الخطة التى لابد أن تكتمل حتى لو خرج أى من الموظفين أو المسؤولين عن منصبه، إذا ثبت خطؤه وتقصيره.
ولابد أن نذكِّر بأن استراتيجية تطوير هذا المرفق الذى عمره يزيد على قرن ونصف القرن لابد أن تعتمد على محورين أساسيين: أولهما تحديث المنظومة ببنيتها التحتية وأركانها اللوجستية، وثانيهما رفع كفاءة العنصر البشرى، بتدريبه وتأهيله تأهيلًا علميًا، للتعامل مع الأزمات وتفادى حدوث مشكلات أو حوادث.
مراجعة
