الرأي المفيد

الرفاعي عيد يكتب: التجسس الصناعي والاقتصادي ضرورة العصر

أصبح التجسس الصناعي في العالم ضرورة تمثل إحدى اهم الركائز التي تقوم عليها الكيانات الصناعية والاقتصادية العملاقة، حيث يشار إلى هذا النوع من التجسس أحيانًا على أنه نشاط تجسس خفيف أو غير بارز، وفي أحيان كثيرة غير مجرم بفعل العادة.

 

وعلى الرغم من ذلك، فإنه غالبًا ما يكون أقل خطورة من الأنشطة الميدانية الأخرى، للحصول على النتائج، وهو الأمر الذي يتعين فيه على الوكالات عادةً، الاستثمار في أشخاص مميزين لفترات طويلة من الزمن، والحكايات في هذا المضمار كثيرة.

 

يكون ممارسة هذا النوع من النشاط بحذر شديد، لأن تسرب المعلومات من منظمة ما  قد يكشف عن مجرد وجود الفكرة، وبالتالي ينهي نشاطها بشكل دائم.

 

التجسس من هذا النوع  نشاط معقد للغاية، ومتطور إلى أبعد حد يتصوره العقل، وبالإضافة إلى ذلك فهو طويل الأمد ويتطلب مهارات متنوعة للوصول إلى الموقع الصحيح في المؤسسة المستهدفة، ومن ثم الوصول إلى المعلومات المناسبة والقدرة على نقلها.

هناك أنواع وأشكال وطرق عديدة للقيام بمثل هذا النوع من التجسس، وعادة ما يشار إلى التجسس الصناعي بالتجسس الاقتصادي أو تجسس الشركات، حيث الهدف الرئيسي للأغراض التجارية، ومع ذلك، هناك أهداف أخرى مثل تلك الأغراض المتمثلة في الأمن القومي ..وهذا النوع من التجسس تقوم به الحكومات في جميع أنحاء العالم.

 

في مثل هذه الحالات، تكون الأهداف هي الشركات، وخاصة تلك التي تعتمد على التكنولوجيا المتطورة مثل: الفضاء،

والاتصالات، والتكنولوجيا الحيوية وغيرها.

اتخذ التجسس الصناعي في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أشكالًا إضافية مثل التخريب، حيث يتم تنفيذ هذا العمل في الحالات التي يكون فيها الهدف هو التسبب في تأخير بعض التطورات، مثل الصناعات التي تطور أسلحةً عسكرية متطورة.

 

يتخذ توظيف الأشخاص لهذا النوع من التجسس  أشكالًا عديدة، تتمثل إحدى الطرق الجيدة والبسيطة في تحديد موظف من الداخل غير راضٍ، وعلى استعداد للتعاون للحصول على مزايا مالية بالتزامن مع الانتقام.

 

يعد التوظيف من داخل المؤسسة المستهدفة أحد أفضل الطرق للحصول على المعلومات المطلوبة، وفي بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى بعض الإقناع للحصول على مستوى التعاون المطلوب، والذي قد يشمل الابتزاز أو الرشاوى أو المزايا الأخرى.

 

 

لقد كان التجسس الصناعي خلال الفترة 1960-1980 شديد الصعوبة. ومع ذلك، مع إدخال أجهزة الكمبيوتر فائقة السرعة والإنترنت، وأصبح نقل البيانات أسهل بكثير، ووفق ذلك، تم تطوير إجراءات جديدة لمكافحة التجسس، لكنها ما زالت لم تلغ احتمالات نسخ المعلومات وسرقتها.

 

في تقرير للمخابرات الأمريكية، تم رفعه إلى الكونجرس فى نهاية 2020، أشار إلى وجود أنشطة تجسس صناعية أجنبية داخل البلاد، حيث أفادوا أن الصناعات الرئيسية المستهدفة هي أنظمة المعلومات، والملاحة الجوية، والتكنولوجيا الحيوية، والإلكترونيات، والأجهزة الاستشعار، والأسلحة، والمواد ذات الصلة بالطاقة، والأنظمة النووية، والاتصالات السلكية واللاسلكية، وأنظمة الفضاء والأسلحة.

 

وتتضمن طرق التجسس، المراقبة والعمليات الفنية المتخصصة مثل الذكاء، وكانت الإشارة في تقرير المخابرات الأميركية إلى الطلاب الأجانب الذين يدرسون في أمريكا.

 

 

ومن الأنشطة الشائعة في هذا المضمار، أنشطة متعددة، من خلال المؤتمرات الدولية والمعارض التجارية، وكذلك انشطة مثل رعاية المشاريع البحثية، وتعيين مستشارين أجانب لمشاريع البحث والتطوير المشتركة.

 

هناك أيضًا مجموعة واسعة من المعلومات المجانية أو المفتوحة التي يمكن استغلالها، ويتم فعلًَا استغلالها، حيث العديد من قواعد البيانات المتاحة للجمهور والمتاحة للجميع.

 

والحقيقة أصبح من المستحيل في هذه الأيام إغلاق المعلومات بشكل محكم وحماية المعلومات من التسريب، طالما يتم الاحتفاظ بالبيانات رقميًا وعبر الإنترنت، مع تورط البعض أو حتى خيانتهم المتعمدة، فإن حماية المعلومات وحفظها أمر بالغ الصعوبة.

 

 

وأخيرًا من المدهش أن  تعرف، أنه وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، يتزايد التجسس الاقتصادي من قبل الدول التي تعتبر أصدقاء أو خصومًا للولايات المتحدة كل عام، وقد أكدوا أن المئات من تحقيقات مكافحة التجسس الأجنبية المتعلقة بالتجسس الاقتصادي ما زالت معلقة، ولم يتم اتخاذ أي إجراء بشأنها.

 


تعرف على أفضل 5 استراتيجيات للتكنولوجيا في 2021

فريق منظمة الصحة العالمية: من غير المرجح أن يكون فيروس كورونا قد تسرب من مختبر الصين

“التوائم الذروة؟” يقول العلماء إن عمليات التلقيح الصناعي تعني المزيد من الولادة الآن أكثر من أي وقت مضى

 

Related Articles

Back to top button