طوفان الأقصى

استشهاد يحيى السنوار: قصة الملاحقة الإسرائيلية بالطائرات المسيّرة ومصير الجثمان

استشهاد يحيى السنوار – يحيى السنوار، أحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية، يعد شخصية محورية في حماس وقادتها العسكرية. شغل منصب القائد العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وقاد عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي. حياته كانت مليئة بالتحديات والتهديدات، وعلى الرغم من ذلك، استمر في المقاومة حتى استشهاده. في هذا المقال، سنتناول قصة استشهاد يحيى السنوار، تفاصيل المطاردة الجوية التي أودت بحياته، ودور المسيّرة الإسرائيلية في تعقبه، بالإضافة إلى مصير جثمانه بعد استشهاده.

من هو يحيى السنوار؟

يحيى السنوار ولد في خان يونس في قطاع غزة في عام 1962. انضم إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في سنواتها الأولى، حيث بدأ نشاطه النضالي بالعمل ضمن صفوف الشباب المقاومين. كان السنوار من المؤسسين لكتائب القسام في قطاع غزة، وأصبح في وقت لاحق من أهم قادتها العسكريين.

اعتُقل السنوار من قِبَل إسرائيل عدة مرات، بما في ذلك فترات طويلة من السجن. أُطلق سراحه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 بعد 23 عامًا من الاعتقال. بعد إطلاق سراحه، أصبح شخصية بارزة في القيادة السياسية والعسكرية لحماس، وترأس الحركة في قطاع غزة في عام 2017.

تصاعد التوترات والملاحقة الإسرائيلية:

كان يحيى السنوار دائمًا على رأس قائمة المستهدفين من قِبَل إسرائيل بسبب دوره القيادي في العمليات العسكرية ضد الاحتلال. بسبب قدراته القيادية ودوره الفاعل في توجيه المقاومة في قطاع غزة، تعقبت الاستخبارات الإسرائيلية السنوار على مدى سنوات طويلة، ونجا من عدة محاولات اغتيال.

قصة استشهاده والمسيّرة الإسرائيلية:

وفقًا للتقارير التي تناولت استشهاد السنوار، بدأ الهجوم الذي أودى بحياته بمطاردة طويلة من قِبَل الجيش الإسرائيلي

ووفقًا لرواية جيش الاحتلال،قال  إن قواته رصدت 3 أشخاص أول أمس الأربعاء في حي تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي القطاع.

بادرت قوات الاحتلال للاشتباك مع هؤلاء الأشخاص دون أن تتمكن من تحديد هوياتهم، في حين لجأ أحدهم -تبين لاحقا أنه السنوار- بمفرده إلى أحد المباني، قبل أن تمسح طائرة مسيّرة إسرائيلية المنطقة.

وتظهر الصور التي نشرها الجيش الإسرائيلي، السنوار وهو ملثم يجلس على أحد المقاعد ويلقي لوحا خشبيا نحو مسيّرة إسرائيلية دخلت إلى المبنى، قبل أن يتم استهدافه بإطلاق قذيفة دبابة على المبنى.

كيف تم تنفيذ العملية؟

العملية كانت منظمة بعناية، حيث استندت على تقنيات الاستخبارات المتقدمة. استخدمت إسرائيل تقنيات التجسس الإلكتروني والرقابة الجوية لتعقب اتصالات السنوار وتحركاته. في لحظة تحديد الموقع الدقيق، انطلقت المسيّرة نحو هدفها.

طائرة المسيّرة قامت بتتبع سيارة السنوار أو الموقع الذي تواجد فيه لفترة قصيرة قبل إطلاق صواريخها. وبمجرد التأكد من أن الهدف هو السنوار، أُطلقت الصواريخ التي أصابت السيارة أو المبنى بشكل مباشر.

ردود الأفعال:

استشهاد يحيى السنوار أثار ردود فعل قوية على المستويات السياسية والشعبية. على الصعيد الداخلي الفلسطيني، شكّل استشهاد السنوار ضربة كبيرة لحماس، حيث أنه كان أحد العقول الاستراتيجية وراء عمليات المقاومة. وقد توعدت حماس وحلفاؤها بالرد على استشهاده، واستمروا في تأكيد أهمية المقاومة المسلحة.

أما على المستوى الإسرائيلي، فاعتبر القادة العسكريون والسياسيون استشهاد السنوار إنجازًا كبيرًا، حيث مثلت العملية نجاحًا للاستخبارات الإسرائيلية في استهداف شخصية بهذا الحجم.

إرث يحيى السنوار:

رغم استشهاده، سيبقى يحيى السنوار رمزًا للمقاومة الفلسطينية. إرثه يمتد إلى تأثيره في تشكيل كتائب القسام وتقويتها، فضلاً عن دوره في تحويل حماس إلى حركة أكثر تنظيمًا وفاعلية في مواجهة الاحتلال. حتى بعد رحيله، من المتوقع أن تبقى بصماته في استراتيجية المقاومة وتوجيهاتها المستقبلية.

 

أقسام تهمك:

استشهاد يحيى السنوار يعد نقطة تحول في تاريخ المقاومة الفلسطينية، ليس فقط بسبب حجم تأثيره على حركة حماس، ولكن أيضًا لأن اغتياله تم بطريقة مبتكرة باستخدام التكنولوجيا العسكرية الحديثة. المسيّرة الإسرائيلية التي لاحقته تعكس طبيعة الحروب الحديثة، حيث أصبحت التقنية جزءًا رئيسيًا من الصراع. ورغم استشهاده، يظل السنوار في الذاكرة كشخصية قيادية بارزة قدمت الكثير للقضية الفلسطينية

 

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى