هل تجهر المراة في الصلاة الجهرية عند المالكية .. تفاصيل كاملة

الجواب المختصر:

نعم، تجهر المرأة في الصلاة الجهرية عند المالكية، سواء كانت تصلي وحدها أو مع جماعة من النساء.

الجواب المفصل:

المذهب المالكي هو مذهب فقهي إسلامي ينسب إلى الإمام مالك بن أنس. وأما مسألة جهر المرأة في الصلاة الجهرية، فقد اختلف المالكية في ذلك على قولين:

القول الأول: أن المرأة تجهر في الصلاة الجهرية، سواء كانت تصلي وحدها أو مع جماعة من النساء. وهذا هو القول الراجح عند المالكية، وهو مذهب مالك نفسه. ودليلهم على ذلك هو أن الأصل في الصلاة الجهرية هو الجهر، وأن المرأة مساوية للرجل في أحكام الصلاة، فلا فرق بينهما في ذلك.

القول الثاني: أن المرأة تسبح في الصلاة الجهرية، ولا تجهر. وهذا هو قول رواية ابن أيمن عن مالك. ودليلهم على ذلك هو أن المرأة عورة، وأن الجهر في الصلاة يكشف عورتها، فيحرم عليها ذلك.

ولكن القول الأول هو القول الراجح عند المالكية، وهو المتبع في أغلب البلدان التي تتبع المذهب المالكي.

شرح مفصل:

دليل القول الأول:

ذهب المالكية إلى أن الأصل في الصلاة الجهرية هو الجهر، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر والظهر والعصر والعشاء جهراً، وكان يأمر أصحابه بذلك. ولأن الجهر في الصلاة يرفع الصوت بالقرآن، والصلاة عبادة ظاهرة، فكان من المناسب أن يسمع الناس القرآن من الإمام.

وأما استدلال المالكية على أن المرأة مساوية للرجل في أحكام الصلاة، فدليلهم على ذلك هو أن المرأة مكلف شرعاً، وأنها مطالبة بأداء العبادات الظاهرة والباطنة، وأن الصلاة من أعظم العبادات الظاهرة، فكانت المرأة مساوية للرجل في حكمها.

دليل القول الثاني:

ذهب المالكية الذين قالوا بأن المرأة تسبح في الصلاة الجهرية إلى أن المرأة عورة، وأن الجهر في الصلاة يكشف عورتها، فيحرم عليها ذلك.

ودليلهم على ذلك هو قوله تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) [النور: 31].

ولكن هذا القول ضعيف، لأن المرأة عورة في الصلاة، إلا في حالة الضرورة، ففي هذه الحالة تكشف عورتها قدر الحاجة. وأما الجهر في الصلاة، فهو من الأمور التي تجوز للضرورة، فلا يكون حراماً على المرأة.

القول الراجح:

القول الراجح عند المالكية هو القول الأول، وهو أن المرأة تجهر في الصلاة الجهرية. وذلك لأن الأصل في الصلاة الجهرية هو الجهر، وأن المرأة مساوية للرجل في أحكام الصلاة، فلا فرق بينهما في ذلك.

حكم من نسي الجهر في الصلاة الجهرية:

من نسي الجهر في الصلاة الجهرية، فعليه أن يجهر بما بقي من القراءة، ولا يلزمه سجود السهو. وذلك لأن الجهر سنة، وليس واجباً.

وإذا كان الإمام هو الذي نسي الجهر، فعليه أن يجهر بما بقي من القراءة، ويسجد سجود السهو. وذلك لأن الإمام يجب عليه أن يقوم بأداء السنة في الصلاة، حتى لو لم يفعلها المأمومون.

سبب ركعتين جهر وركعتين سر في صلاة العشاء:

صلاة العشاء هي الصلاة الوحيدة التي لها ركعتين جهر وركعتين سر. وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة العشاء في أولها جهراً، وفي آخرها سراً.

حكم الإسرار والجهر في الصلاة:

الإسرار والجهر في الصلاة سنة، وليسا واجبين. وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بعض الأحيان جهراً، وفي بعض الأحيان سراً.

وذهب جمهور الفقهاء إلى أن الجهر سنة في صلاة الفجر والظهر والعصر، والإسرار سنة في صلاة المغرب والعشاء. وذلك لأن الجهر في صلاة الفجر والظهر والعصر يرفع الصوت بالقرآن، والصلاة عبادة ظاهرة، فكان من المناسب أن يسمع الناس القرآن من الإمام. أما الإسرار في صلاة المغرب والعشاء، فلأنهما صلاتان ليليتان، ويخشى على المأمومين من النوم إذا جهر الإمام.

وذهب الحنفية إلى أن الجهر والإسرار واجبان في صلاة الفجر والظهر والعصر والعشاء. وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بهذه الطريقة، فوجب علينا اتباعه.

وخلاصة القول أن الإسرار والجهر في الصلاة سنة، وليسا واجبين. وذهب جمهور الفقهاء إلى أن الجهر سنة في صلاة الفجر والظهر والعصر، والإسرار سنة في صلاة المغرب والعشاء. أما الحنفية، فذهبوا إلى أن الجهر والإسرار واجبان في صلاة الفجر والظهر والعصر والعشاء.