هل يجوز اخراج زكاة الفطر نقدا.. وما هي أفضل الطرق لتأديتها
✍️ كتب: هبة يوسف
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا؟ وما هي أفضل الطرق لتأديتها؟
يتساءل الكثير من المسلمين مع اقتراب عيد الفطر عن الحكم الشرعي لإخراج زكاة الفطر نقدًا بدلاً من الحبوب أو الطعام، خصوصًا مع تغيّر ظروف المعيشة واحتياج الأسر للمال أكثر من السلع. ورغم أن زكاة الفطر عبادة مؤكدة، إلا أن طريقتها ومقدارها يثيران أسئلة بين الناس كل عام.
في هذا التقرير نشرح بشكل مبسط وواضح: هل تجوز زكاة الفطر نقدًا؟ ما رأي العلماء؟ وما هي أفضل الطرق لتأديتها بحيث تصل لمستحقيها فعلاً؟
ما هي زكاة الفطر؟
زكاة الفطر هي صدقة واجبة على كل مسلم قادر، تُخرج قبل صلاة عيد الفطر، وهدفها الأساسي هو تطهير الصائم وتعويض الفقراء والمحتاجين قبل يوم العيد حتى يشاركوا الناس فرحتهم دون حاجة أو ذل.
تجب زكاة الفطر على:
- كل مسلم يملك قوت يومه.
- عن نفسه ومن يعولهم مثل الزوجة والأبناء.
- وتجب حتى على حديثي الولادة إذا وُلدوا قبل مغرب آخر يوم من رمضان.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا؟
اختلف العلماء في هذا الأمر، لكن أغلب الفقهاء في العصر الحالي أفتوا بأنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا إذا كان ذلك أنفع للمحتاجين، وهو الرأي الذي تعمل به معظم دور الإفتاء في العالم الإسلامي.
سبب الجواز:
- المال قد يكون أفضل للمحتاج لأنه يستطيع شراء ما ينقصه فعلاً.
- سهولة توزيع المال مقارنة بالطعام.
- التغير الكبير في نمط الحياة وحاجات الناس.
- قدرة النقود على تغطية احتياجات عاجلة مثل الدواء أو الإيجار أو الفواتير.
وهذا الرأي تُقرّه أيضاً مؤسسات دينية كبيرة لأنه يحقق مقصد الشرع وهو سد حاجة الفقير.
رأي الفقهاء القدامى في زكاة الفطر نقدًا
الفقهاء قديمًا كانوا يخرجون الزكاة طعامًا لأنه المتوفر والأكثر فائدة للفقراء في ذلك الزمن، حيث كان الطعام هو الأساس في البيوت. لكنهم في الوقت نفسه قالوا إن العبرة بتحقيق مصلحة الفقير.
ومع تغيّر العصر، أصبح المال هو الأكثر نفعًا، لذلك اتجهت معظم الفتاوى الحديثة لتجويزه.
كم مقدار زكاة الفطر نقدًا هذا العام؟
يُحدّد مقدار زكاة الفطر كل عام بناءً على متوسط سعر القمح أو الأرز باعتبارهما القوت الغالب للناس. ويقوم بذلك الجهات الرسمية مثل دار الإفتاء ووزارات الأوقاف.
غالبًا يعادل مقدار زكاة الفطر قيمة 2.5 كيلو من الطعام، ويتم تحويلها إلى قيمة مالية حسب السعر المحلي.
موعد إخراج زكاة الفطر
أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر هو:
- من أول يوم في رمضان وحتى قبل صلاة العيد.
- لا يجوز تأخيرها بعد صلاة العيد إلا لعذر شديد.
وإخراجها مبكرًا يضمن وصولها للمحتاج قبل العيد.
لمن تُعطى زكاة الفطر؟
يمكن إعطاء زكاة الفطر لأي شخص فقير أو مسكين، سواء من الأقارب أو الجيران أو المحتاجين المعروفين في المنطقة.
الأفضل شرعًا:
- إعطاء الزكاة للفقير الأقرب، مثل قريب محتاج.
- الجيران من أهل العوز.
- أسر متعففة لا تسأل الناس.
- الأيتام.
هل يفضل إخراج زكاة الفطر طعامًا أم مالاً؟
الخلاصة الفقهية الحديثة: كلاهما صحيح، لكن:
إخراجها نقدًا أصبح الأفضل في هذا العصر لأنه الأكثر نفعًا للمحتاجين، كما أنه الأسهل توزيعًا ويوفر احتياجات لا يمكن للطعام تغطيتها.
أما إخراجها طعامًا فيكون أفضل في القرى والمناطق التي تحتاج فعلاً للغذاء.
أفضل طرق تأدية زكاة الفطر
هناك عدة طرق مضمونة لتأدية زكاة الفطر بشكل صحيح:
1) إعطاؤها مباشرة لأسرة فقيرة
وهذه هي الطريقة الأفضل لأنها تصل في وقتها وبشكل مباشر.
2) إعطاؤها لقريب محتاج
وهي صدقة وصلة رحم في نفس الوقت.
3) التبرع من خلال الجمعيات الموثوقة
لكن يجب التأكد أن الجمعية:
- تسلم الزكاة للمستحقين قبل صلاة العيد.
- لا تستخدمها في مصاريف إدارية.
4) التحويل البنكي لأسر فقيرة حقيقية
طريقة عملية وسريعة جدًا للوصول للمحتاجين.
أخطاء شائعة عند إخراج زكاة الفطر
- إخراج الزكاة بعد صلاة العيد.
- إعطاؤها لشخص غير فقير.
- عدم التأكد من وصولها في وقتها.
- الخلط بين زكاة الفطر وزكاة المال.
ويجب التنبه لهذه الأخطاء حتى تتحقق الحكمة من الزكاة.
الخلاصة
إخراج زكاة الفطر نقدًا جائز شرعًا، بل قد يكون أحيانًا الأفضل والأكثر نفعًا في زمننا الحالي لأنه يلبي احتياجات الفقراء بشكل مباشر. كما أن إخراجها في وقت مبكر يسهل وصولها لمستحقيها قبل يوم العيد.
والمهم هو تحقيق هدف الزكاة: إغناء الفقراء يوم العيد وإدخال السرور عليهم.








