عيادات المفيد

هل أصبحت الشاشات السبب الرئيسي للسمنة عند الأطفال؟ تقرير يحذر

✍️ كتب: صهيب سامي

في زمن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفاز والألعاب الإلكترونية، أصبح الطفل يقضي ساعات طويلة أمام الشاشات دون حركة تقريبًا، الأمر الذي دفع خبراء الصحة للتحذير من موجة جديدة من السمنة عند الأطفال ترتبط مباشرة بالاستخدام المفرط للتقنيات الحديثة.

السمنة لم تعد مشكلة غذائية فقط، بل أصبحت مشكلة سلوكية وتقنية… حيث تحولت الشاشات من وسيلة ترفيه إلى عامل رئيسي يغيّر نمط حياة الأطفال ويقلل نشاطهم اليومي.

في هذا التقرير من المفيد نيوز، نكشف كيف أصبحت الشاشات “العدو الصامت” لصحة أطفالنا، وما هي الآثار الحقيقية لهذا السلوك، وكيف يمكن للأهل حماية أبنائهم من السمنة المبكرة.


لماذا تؤدي الشاشات إلى السمنة عند الأطفال؟

1. انخفاض النشاط البدني إلى أدنى مستوى

الطفل الذي يقضي 4 أو 5 ساعات يوميًا أمام الشاشة لا يتحرك تقريبًا، ما يقلل حرق السعرات الحرارية.
حتى المشي الخفيف أو اللعب داخل البيت يحلّ مكانه الجلوس الطويل.

2. تناول الطعام دون وعي

الأطفال يشاهدون الفيديوهات أو الألعاب ويأكلون في نفس الوقت دون انتباه، وعادة يميلون إلى:

  • الشيبسي

  • البسكويت

  • الشوكولاتة

  • العصائر

  • الصودا

وهذه الأطعمة تُعدّ أخطر مسببات السمنة.

3. تأثير الإعلانات الغذائية

الإعلانات التي تستهدف الأطفال تعرض أطعمة عالية الدهون والسكر، فيبدأ الطفل بطلبها بإلحاح.

4. اضطراب الهرمونات

الجلوس الطويل يقلل إفراز هرمونات النشاط، ويرفع هرمون الكورتيزول المسبب لزيادة الوزن.

5. النوم المتأخر

الشاشات قبل النوم تسبب:

  • أرق

  • اضطراب هرمون الميلاتونين

  • قلة النوم

والنقص في النوم يزيد الوزن بسرعة عند الأطفال.


مؤشرات خطيرة تظهر على الأطفال مبكرًا

يلاحظ الأطباء أن أطفال “جيل الشاشات” يعانون من:

  • زيادة ملحوظة في وزن البطن

  • كسل عام

  • ضعف التركيز

  • شهية مفتوحة للسكريات

  • صداع متكرر

  • قلة الحركة

  • تشتت الانتباه

وهي علامات أولى للسمنة والاضطرابات النفسية المصاحبة لها.


كم ساعة أمام الشاشات تسبب خطراً؟

الخبراء يؤكدون:

أما الأطفال الذين يتجاوزون 4 ساعات يوميًا، فهم الأكثر عرضة للسمنة بنسبة قد تصل إلى 70%.


السمنة عند الأطفال ليست ظاهرية فقط… بل تؤثر على المستقبل

السمنة في الطفولة تُعد أخطر من السمنة في الكبر لأنها:

  • تزيد احتمال الإصابة بالسكري النوع الثاني

  • تؤدي لارتفاع ضغط الدم مبكرًا

  • تسبب مشاكل في المفاصل

  • تزيد الاكتئاب والقلق

  • تؤثر على الثقة بالنفس

  • قد تستمر مع الطفل طوال حياته


كيف تساعد الشاشات على تخزين الدهون بسرعة؟

  1. تمنع الحركة وبالتالي يقلّ الحرق

  2. تزيد الشهية عبر الإعلانات والصور

  3. ترفع مستويات التوتر

  4. تعزز الأكل “العاطفي” بدل الجوع الحقيقي

  5. تسبب عادات جلوس سيئة تضعف العضلات

كل هذا يؤدي لزيادة الوزن خاصة في عمر 6–12 سنة.


العلاقة بين الألعاب الإلكترونية والسمنة

الألعاب الإلكترونية ليست مشكلة في ذاتها، وإنما:

  • طول وقت اللعب

  • قلة الحركة أثناء اللعب

  • الإدمان

  • تناول الطعام بشكل لا إرادي أثناء اللعب

بعض الدراسات تعتبر الألعاب الإلكترونية الآن “السبب الأكبر” للسمنة الطفولية بعد الأطعمة السريعة.


كيف أعرف أن طفلي بدأ يكتسب وزنًا بسبب الشاشات؟

علامات واضحة:


كيف أحمي طفلي من السمنة دون منعه من التكنولوجيا؟

1. جدول واضح لاستخدام الأجهزة

مثال:
ساعة واحدة للألعاب + ساعة للمشاهدة.

2. استبدال جزء من الوقت بالأنشطة

مثل:

  • لعب كرة

  • دراجة

  • جري

  • رياضة منزلية

  • سباحة

3. تقديم وجبات صحية أثناء المشاهدة

مثل:

  • فواكه

  • فشار بدون زيت

  • زبادي

  • عصائر طبيعية

4. منع الأجهزة أثناء الطعام

حتى لا يفقد الطفل إحساسه بالشبع.

5. إغلاق الشاشات قبل النوم بساعة

لتنظيم نوم الطفل.

6. استخدام تطبيقات للحد من وقت الشاشة

يساعد على تنظيم الوقت بدون صراع مع الطفل.

7. أن يكون الوالدان قدوة

تقليل استخدام الشاشات أمام الطفل يجعله يقلد السلوك بشكل تلقائي.


ماذا عن المدارس والتعليم الإلكتروني؟

بعد انتشار التعليم الرقمي، زاد وقت الشاشة بشكل كبير، ولذا يُنصح بـ:

الحركة لا تقل أهمية عن التعليم.


السمنة النفسية: جانب لا ينتبه له كثيرون

بعض الأطفال يلجؤون للشاشات لإخفاء:

  • قلق نفسي

  • ملل

  • وحدة

  • توتر عائلي

وبالتالي يصبح الأكل وسيلة للتعويض.
لذلك، الحوار مع الطفل والاحتواء العاطفي مهمان جدًا لمنعه من الانغماس الزائد في الأجهزة.


الخلاصة

السمنة عند الأطفال بسبب الشاشات لم تعد مجرد احتمال… بل حقيقة مؤكدة.
ومع استمرار الإدمان على الأجهزة الرقمية، تزيد خطورة أن يكبر الجيل الحالي بوزن زائد ومشكلات صحية ونفسية طويلة المدى.

الحل ليس إلغاء التكنولوجيا… بل إدارتها.
تقليل وقت الشاشة، زيادة الحركة، توفير غذاء صحي، مراقبة النوم… كلها خطوات بسيطة لكنها تنقذ مستقبل الطفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى