عيادات المفيد

أضرار انخفاض مستويات فيتامين د على الحمل والجنين.. ونصائح لزيادة مستوياته

✍️ كتب: مروان طارق

يمثل نقص فيتامين د أثناء الحمل أحد أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين السيدات في الوطن العربي والعالم، لكنه في الوقت نفسه من أكثر المشكلات التي يتم تجاهلها أو التقليل من خطورتها. هذا النقص لا يؤثر على صحة الأم فقط، بل قد يمتد تأثيره ليهدد نمو الجنين، وصحة العظام، والجهاز المناعي، وحتى احتمالات إصابة الطفل بأمراض مستقبلية. وفي هذا التقرير الشامل، يستعرض موقع المفيد نيوز الأضرار الكاملة لانخفاض مستويات فيتامين د على الحامل والجنين، وأسبابه، وأعراضه، ومتى يصبح الأمر خطيرًا، وكيف يمكن الوقاية منه بطريقة آمنة.

ما هو فيتامين د ولماذا تحتاجه الحامل أكثر من غيرها؟

يُعرف فيتامين د بأنه “فيتامين الشمس”، وهو المسؤول الأول عن امتصاص الكالسيوم والفوسفور في الجسم، وبالتالي فهو العنصر الأساسي لصحة العظام والأسنان. وخلال الحمل، تتضاعف الحاجة لهذا الفيتامين، لأن الأم لا تُغذي نفسها فقط، بل تُغذي جنينًا يعتمد بشكل كامل على مخزونها الغذائي.

يؤثر نقص فيتامين د أثناء الحمل على وظائف الجسم الحيوية، مثل قوة العظام، المناعة، الهرمونات، وتنظيم مستوى السكر في الدم. ومع ارتفاع معدلات نقصه في النساء الحوامل بنسبة تصل إلى 70% في بعض الدول، أصبح الاكتشاف المبكر ضرورة طبية وليست رفاهية.

أسباب نقص فيتامين د أثناء الحمل

هناك مجموعة كبيرة من الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض مستوى فيتامين د لدى الحامل، وأبرزها:

1. قلة التعرض للشمس

الشمس هي المصدر الأساسي لإنتاج فيتامين د في الجلد. قضاء وقت طويل داخل المنزل، والعمل المكتبي، والخوف من حرارة الشمس كل ذلك يقلل إنتاج الفيتامين بشكل كبير.

2. لون البشرة الداكن

كلما زادت صبغة الميلانين، انخفضت قدرة الجلد على تصنيع فيتامين د، ما يجعل النساء ذوات البشرة القمحية أو الداكنة أكثر عرضة للنقص.

3. السمنة وزيادة الوزن

يتراكم فيتامين د في الدهون، ما يجعل الجسم غير قادر على الاستفادة منه. لذلك تكون الحوامل ذوات الوزن الزائد أكثر عرضة للإصابة بنقصه.

4. سوء التغذية

قلة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل البيض والأسماك الدهنية ومنتجات الألبان تؤدي إلى نقص واضح، خصوصًا إذا كانت الحامل تتبع نظامًا غذائيًا غير متوازن.

5. عدم تناول المكملات

توصي معظم الجهات الطبية بأن تتناول الحامل مكمل فيتامين د بجرعات محددة، خصوصًا لو كانت مستوياتها منخفضة قبل الحمل.

أضرار نقص فيتامين د أثناء الحمل على الأم

انخفاض مستوى فيتامين د لا يمر مرور الكرام، بل ينعكس على صحة الحامل في عدة جوانب خطيرة:

1. ضعف العظام والشعور بآلام المفاصل

تعاني الحامل من آلام الظهر والحوض بشكل طبيعي، لكن نقص الفيتامين يزيد الألم بشكل مضاعف، وقد يسبب هشاشة مبكرة أو فقدان الكتلة العظمية.

2. زيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل

تشير عدة دراسات إلى ارتباط واضح بين نقص فيتامين د وارتفاع احتمالية تسمم الحمل، وهو أحد أخطر مضاعفات الحمل ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والبروتين في البول.

3. ضعف جهاز المناعة

تصبح الحامل أكثر عرضة للعدوى، مثل التهابات الجهاز التنفسي والتهابات المهبل، بسبب تأثير نقص الفيتامين على المناعة.

4. ارتفاع احتمالية سكري الحمل

يلعب فيتامين د دورًا مهمًا في تنظيم السكر، ونقصه يجعل الجسم أقل قدرة على التعامل مع تغيرات الهرمونات في الحمل، ما يزيد خطر الإصابة بسكري الحمل.

5. تقلبات المزاج والاكتئاب

يرتبط نقص فيتامين د بشكل مباشر باضطرابات المزاج لدى الحوامل، وقد يساهم في الاكتئاب قبل الولادة أو بعدها.

أضرار نقص فيتامين د أثناء الحمل على الجنين

الجنين يتأثر مباشرة بمستويات فيتامين د لدى الأم… وهذه هي أبرز الأضرار المحتملة:

1. ضعف تكوين العظام والأسنان

يحتاج الجنين إلى الكالسيوم لبناء عظام قوية، وبدون فيتامين د لن يستطيع جسمه امتصاص الكالسيوم، ما يؤدي إلى تأخر نمو الهيكل العظمي.

2. زيادة خطر الولادة المبكرة

ترتبط المستويات المنخفضة للفيتامين بزيادة احتمالات الولادة قبل الأسبوع 37، وهو ما قد يسبب مشكلات تنفسية ومناعية للطفل.

3. انخفاض وزن الجنين عند الولادة

الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من نقص فيتامين د تكون أوزانهم أقل من الطبيعي بنسبة كبيرة.

4. ضعف المناعة بعد الولادة

فيتامين د مسؤول عن تطور الجهاز المناعي للجنين، ونقصه قد يجعل الطفل أكثر عرضة للعدوى لاحقًا.

5. تشوهات العظام (الكساح)

في الحالات الشديدة، قد يحدث ما يُعرف بالكساح، وهو خلل في نمو العظام يؤدي إلى اعوجاج الساقين وتأخر المشي عند الطفل.

أعراض نقص فيتامين د أثناء الحمل

في كثير من الأحيان، لا تشعر الحامل بأعراض واضحة، لكن هناك علامات يمكن أن تنبهها:

  • إرهاق شديد يفوق المتوقع.
  • تشنجات عضلية أو ألم في الساقين.
  • آلام حادة في الظهر والعظام.
  • تساقط الشعر.
  • ضعف المناعة.
  • تقلبات مزاجية غير مبررة.

لكن التشخيص النهائي لا يتم إلا من خلال تحليل الدم لقياس مستوى الفيتامين بدقة.

متى يصبح نقص فيتامين د خطيرًا على الحامل؟

يُعتبر نقص الفيتامين خطيرًا عندما ينخفض مستواه عن 20 نانوغرام/مل. أما المستوى المثالي للحامل فيجب أن يكون بين 30 و50 نانوغرام/مل لضمان صحة الأم والجنين.

طرق علاج نقص فيتامين د أثناء الحمل

العلاج يعتمد على شدّة النقص، ويشمل الخطوات التالية:

1. المكملات الغذائية

يوصي الأطباء بجرعة يومية تتراوح بين 1000 و2000 وحدة دولية للحامل، وقد تزيد الجرعة حسب التحليل.

2. التعرض الآمن للشمس

أفضل وقت هو من 9 صباحًا حتى 11 صباحًا أو بعد الرابعة مساءً، لمدة 15–20 دقيقة يوميًا.

3. الغذاء الغني بفيتامين د

  • سمك السالمون.
  • صفار البيض.
  • الحليب المدعم.
  • الزيوت الطبيعية.

4. المتابعة الدورية

يجب إعادة التحليل كل 8 أسابيع لمتابعة استجابة الجسم للعلاج.

هل يمكن الوقاية من نقص فيتامين د أثناء الحمل؟

نعم، الوقاية ممكنة تمامًا من خلال:

  • تناول الفيتامين قبل الحمل ضمن الفيتامينات المخصّصة للنساء.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • التعرض المنتظم للشمس.
  • اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الأساسية.
  • متابعة التحاليل بشكل دوري.

هل يؤثر نقص فيتامين د على الولادة؟

تشير دراسات عديدة إلى أن انخفاض الفيتامين قد يزيد من احتمالات الولادة القيصرية بسبب ضعف العضلات أو المضاعفات المرتبطة بتسمم الحمل والسكر، ما يجعل الحفاظ على مستواه ضمن المعدل الطبيعي أمرًا ضروريًا.

الخلاصة

نقص فيتامين د أثناء الحمل ليس أمرًا بسيطًا كما قد تظن بعض السيدات، فهو يؤثر على صحة الأم والجنين بشكل مباشر، وقد يسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه. الفحص المبكر، المتابعة، والتزام الحامل بنظام غذائي وصحي متوازن هي الخطوة الأولى لضمان حمل آمن وطفل سليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى