عيادات المفيد

10 علامات خطيرة تقول إن طفلك المراهق على حافة اضطراب الأكل… احذر تجاهلها

✍️ كتب: كريم محمود

في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الاجتماعية والنفسية على المراهقين، بدأت معدلات اضطراب الأكل عند المراهقين ترتفع بشكل لافت، ما جعل الكثير من الأسر تتساءل في قلق: هل يمكن أن يكون طفلي من بين الفئات المعرضة لهذا الخطر؟ وكيف يمكن اكتشاف العلامات المبكرة قبل تفاقم الحالة؟

هذا التقرير التحليلي يقدم صورة شاملة عن أسباب هذه الاضطرابات، علاماتها، تأثيراتها، وطرق الوقاية وفق منظور علمي وصحفي متوازن.

ما هو اضطراب الأكل عند المراهقين؟

يُعرَّف اضطراب الأكل عند المراهقين بأنه مجموعة من السلوكيات الغذائية غير الصحية، مثل الامتناع عن الطعام، الأكل القهري، أو الانشغال المفرط بالوزن والشكل. وغالبًا ما يظهر بين سن 12 إلى 19 عامًا، وهي مرحلة حساسة يكثر فيها التأثر بالبيئة المحيطة والمقارنات والضغوط النفسية.

تؤكد دراسات نفسية حديثة أن المراهقين هم الأكثر عرضة لهذه الاضطرابات بسبب حساسية المرحلة العمرية التي تتقاطع فيها التغيرات الجسدية والهرمونية مع التوقعات الاجتماعية والجمالية. ويشير الخبراء إلى أن الكشف المبكر يمكن أن ينقذ حياة المراهق ويغير مسار صحته الجسدية والنفسية بالكامل.

أسباب اضطراب الأكل عند المراهقين: خلفيات نفسية واجتماعية معقدة

لا يحدث اضطراب الأكل فجأة، بل ينتج عن مجموعة من العوامل المتشابكة التي تتفاعل معًا. أبرزها:

1. الضغط المجتمعي وصورة الجسد المثالية

منصات التواصل الاجتماعي أصبحت بيئة خصبة لتكوين صورة جمالية غير واقعية. يتعرض المراهقون يوميًا لمشاهير يعرضون أجسادًا “مثالية”، ما يدفع الكثير منهم إلى مقارنة أنفسهم بشكل دائم، وبالتالي السعي لخسارة الوزن مهما كان الثمن.

2. التنمر الجسدي

قد يبدأ الأمر بكلمة جارحة أو تعليق سلبي من زميل دراسة، ليتحول مع الوقت إلى شعور دائم بعدم الرضا عن الجسد. تشير التقارير إلى أن أكثر من 60% من المصابين باضطراب الأكل كانوا ضحايا للتنمر الجسدي في المدرسة.

3. الضغوط الدراسية والخوف من الفشل

يرتبط التوتر الأكاديمي بشكل وثيق بالاضطرابات النفسية. فالمراهق الذي يشعر بضغط مستمر قد يستخدم التحكم في الطعام كوسيلة للهروب أو السيطرة.

4. المشكلات العائلية

أجواء الأسرة المتوترة، النقد المستمر، الشجارات المتكررة، أو المقارنات بين الإخوة كلها عوامل تزيد من هشاشة المراهق وتجعله أكثر عرضة لتطوير اضطراب الأكل.

5. الاستعداد الجيني

تشير الأبحاث إلى أن هناك عائلات ينتشر فيها اضطراب الأكل بنسبة أعلى من غيرها، ما قد يدل على عامل وراثي محتمل.

علامات تشير إلى أن طفلك معرض لخطر اضطراب الأكل

الكثير من الآباء لا ينتبهون للعلامات الأولى، لأن المراهق غالبًا ما يحاول إخفاء حالته. هذه أبرز الإشارات التي يجب مراقبتها:

1. فقدان الوزن المفاجئ أو زيادته بدون تفسير

إذا لاحظت تغيرًا سريعًا في وزن طفلك، سواء بالزيادة أو النقصان، فهذا مؤشر مهم يستدعي الشرح والمتابعة.

2. تجنب تناول الطعام مع العائلة

يميل المراهق المصاب باضطراب الأكل إلى الأكل وحده أو التظاهر بالشبع، هربًا من المراقبة أو الأسئلة.

3. انشغال مفرط بالسعرات الحرارية

التركيز الزائد على قراءة الملصقات الغذائية، حساب السعرات بدقة، أو حذف أنواع معينة من الطعام فجأة.

4. قضاء وقت طويل في الحمام بعد الوجبات

قد يكون ذلك مؤشرًا على القيء المتعمد، أحد أشهر علامات اضطراب الأكل.

5. ممارسة الرياضة بشكل مبالغ فيه

الرياضة مفيدة، لكن عندما تصبح وسيلة عقاب للجسد أو حاجة ملحّة لحرق كل سعر حراري، تصبح مؤشرًا خطيرًا.

6. حساسية مفرطة تجاه صورة الجسد

مثل كثرة النظر في المرآة، أو تجنب الصور، أو الحديث المتكرر عن “السمنة” رغم الوزن الطبيعي.

7. تقلبات المزاج والانسحاب الاجتماعي

اضطراب الأكل يؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية، فيصبح المراهق أكثر عصبية أو انعزالًا عن أصدقائه.

أنواع اضطرابات الأكل الأكثر شيوعًا بين المراهقين

1. فقدان الشهية العصبي

يمتنع فيه المراهق عن تناول الطعام خوفًا من زيادة الوزن، ما يؤدي إلى حالة هزال قد تهدد حياته.

2. الشره المرضي

تناول كميات كبيرة من الطعام ثم التخلص منه عن طريق القيء أو الإفراط في الرياضة.

3. اضطراب الأكل القهري

تناول الطعام بكميات مفرطة في وقت قصير مع فقدان السيطرة، ثم الشعور بالذنب الشديد afterward.

كيف تتعامل الأسرة مع المراهق المعرض لخطر اضطراب الأكل؟

دور الأسرة هو الأهم، وغالبًا ما يحدد مستقبل الحالة. إليك ما ينصح به الخبراء:

1. المراقبة دون تجسس

راقب سلوك طفلك، دون أن يشعر بأنه تحت المراقبة المباشرة، حتى لا يتجه للمزيد من الانعزال.

2. التحدث بلطف وطمأنة

ابدأ حوارًا هادئًا بعيدًا عن الاتهامات. تحدث عن القلق وليس اللوم.

3. الابتعاد عن التعليقات السلبية عن الجسد

حتى لو كانت نية المزاح، فهي تترك أثرًا عميقًا في نفس المراهق.

4. استشارة مختص نفسي

اضطراب الأكل ليس “دلعا” ولا “مرحلة وهتعدي”. إنه مرض نفسي يحتاج لعلاج متخصص قبل تفاقمه.

5. تعزيز ثقة الطفل بنفسه

شجع طفلك على ممارسة هواياته، دعمه في موهبته، وتقدير إنجازاته مهما كانت بسيطة.

متى يجب طلب المساعدة الطبية فورًا؟

يجب التوجه للطبيب فورًا إذا ظهرت العلامات التالية:

  • دوار متكرر.
  • تساقط الشعر وضعف الأظافر.
  • شحوب الجلد وجفافه.
  • انقطاع الدورة الشهرية عند الفتيات.
  • ضعف التركيز والهزل الشديد.
  • آلام المعدة المتكررة.

الآثار الصحية طويلة المدى لاضطراب الأكل عند المراهقين

تجاهل اضطراب الأكل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها:

  • ضعف جهاز المناعة.
  • اضطرابات القلب.
  • فقر الدم.
  • تسوس الأسنان وتآكلها.
  • مشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.
  • تأخر النمو الجسدي والجنسي.
  • زيادة احتمالات الانتحار في الحالات المتقدمة.

كيف تقي طفلك من اضطراب الأكل؟

1. بيئة منزلية صحية ومستقرة

خلق بيئة آمنة يشعر فيها المراهق بالقبول يجعله أقل ميلًا للمقارنات السلبية.

2. تعليم الطفل حب الذات

اغرس في طفلك فكرة أن الجسد ليس معيارًا للقيمة، وأن الشخصية أهم من الشكل.

3. تقليل التعرض للمحتوى الضار

شاهد مع طفلك المحتوى الذي يتابعه وناقش معه الرسائل غير الواقعية الموجهة للشباب.

4. وجبات عائلية منظمة

الجلوس معًا يوميًا لتناول الطعام يمنح المراهق شعورًا بالأمان ويتيح للأسرة ملاحظة التغيرات.

في النهاية… هل طفلك المراهق في خطر؟

اضطراب الأكل عند المراهقين قضية حقيقية وخطيرة، لكن الوعي المبكر يمكن أن يصنع الفرق. إذا لاحظت أي تغيرات على طفلك، لا تتردد في طلب المساعدة. صحتهم النفسية هي البوابة الأولى لحياتهم المستقبلية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى