حادث أثار الجدل.. القصة الكاملة لحادث “رنا” وصديقاتها على طريق الواحات

حادث أثار الجدل.. القصة الكاملة لحادث “رنا” وصديقاتها على طريق الواحات هذا هو موضوع مقالنا عبر موقعكم «المفيد نيوز»، حيث نجيبكم فيه على كافة الاسئلة، ونلقي الضوء على كل ما يهمكم في هذا الموضوع ..فتابعو السطور القادمة بمزيد من الاهتمام.
09:24 م
الجمعة 15 أغسطس 2025
كتب- رمضان يونس:
كانت “رنا إبراهيم” تنتظر بفارغ الصبر حفل تخرجها بعد أنهت دراستها بإحدى المعاهد الخاصة بمدينة نصر، جهزت كل ما ينقصها لاستقبال تلك المناسبة السعيدة الأحد المقبل، لكن ما كان ينتظرها كاد يفقدها حياتها في حادث مروع أسفل “تريلا”.
خرجت “رنا” بكل شغف كي تشتري فستان حفل تخرجها مع بزوغ شمس الأربعاء ـ وفق ما أكدت والدتها “غادة” ـ رفقة “نزال” و”حبيبة”، وحين وجدن الفتيات الثلاث محلات الملابس مغلقة، ذهبن للجلوس على إحدى كافيهات أكتوبر المعروفة، “بنتي كانت طالعة تقعد مع زميلاتها وتجيب فستان التخرج.. مش رايحة تسهر زي ما الناس بتقول على السوشيال ميديا”.
السادسة والربع صباحًا، شوارع حي أكتوبر تكاد تكون خالية من المارة إلا القليل، قصدت “رنا” وصديقتيها “نزال”، و”حبيبة” طريق الواحات حيث العودة، بعدما تعرضن لمضايقات ومعاكسات من قبل شُبان تواجدوا في الكافيه وقت تواجدهن بالصدفة:”هما كانوا قاعدين على الترابيزة اللي قصادنا وكانوا بيضايقوا فينا” تقول “نزال” أنهن رفضن الاحتكاك مع الشباب وفضلن مغادرة الكافية دون افتعال أي مشاكل.
لم تنتهٍ مضايقات الشباب للفتيات الثلاثة داخل الكافية إلى هذا الحد، على طريق الواحات بدأوا يطاردهن بثلاث سيارات انتهت باصطدامهن في “تريلا” كان تتقف على جانبي الطريق، أصُيبتا “نزال” و “رنا” بجروح وكدمات في الجسد، بينما نجت “حبيبة” دون أن يحدث لها أي مكروه بعدما فقدت الطالبة “رنا” ـ التي كانت تقود الملاكي ـ السيطرة على عجلات القيادة أثناء سيرها على الطريق “طلعنا من الكافية لقينا عربيات بتزنق علينا لحد ما خلوني أخبط في التريلا”. تحكي “رنا” قصتها المأساوية على الطريق.
كل ما جرى مع “فتيات أكتوبر” سجله “سائق” صوت وصورة بكاميرا هاتفه، تصادف سيره خلفهن على طريق الواحات، قدم مصور الواقعة وآخرين يد العون للفتيات بعدما أخرجهن من السيارة التي تهشمت تماما بفعل الحادث: “لولا الشاب المحترم اللي صور فيديو الحادث مكناش هنعرف أن بناتنا عملوا حادثة ولا كنا هنعرف مين اللي عمل كده.. وايه اللي حصل” تقول والدة “رنا” في بث مباشر لمصراوي.
شرد عقل “غادة” من الرجفة وتسارعت دقات قلبها حين سمعت صوت صراخ ابنتها “رنا .إ” وهي تستغيث بها في الهاتف “الحقيني يا ماما أنا عملت حادثة و بموت على الطريق”، في ثوان معدودة خرجت الأم مهرولة في الشارع؛ تناجى ربها بأن لا يصيب فلذة كبدها أي مكروه: “صحيت رنيت على أخوها .. وجريت على المستشفى وأنا في الطريق لقيت بنتي بترن عليا كل دقيقة وبتقولى الحقيني يا ماما عملت حادثة.. وأنا معرفش عملت إيه وأنا فين”. تقص الأم حكاية الحادث المؤلم.
وصلت الأم طوارئ مستشفى زايد التخصصي وحين رأت ابنتها مُصابة بجروح بسيطة هدأت من روعها: “جريت لقينا الراجل اللي صور الواقعة موجود في المستشفى مسابش البنات لحد ما جينا وشكرناه بنفسنا.
تصمت الأم قليلا قبل أن تنتابها حسرة: “كل شوية بنتي تقولي إيه اللي حصل معايا يا ماما .. وهى مش فاكرة إيه اللي حصل معاها بعد ما اتخبطت في رأسها”، تؤكد الأم أن ابنتها “رنا” أصيبت بفقدان مؤقت في الذاكرة بسبب الحادث ما استدعى إجراء إشاعات على المخ ليكشف مدى تأثير الارتطام على الذاكرة.
على حافة مقعد حديدي جلست “غادة” في طرقات سرايا نيابتي أول وثالث أكتوبر، نحو 10 ساعات، تنتظر خروج ابنتها “رنا” من غرفة التحقيق، بعدما استدعتها النيابة وصديقتها “نزال” للاستماع أقوالهن بشأن ما جرى في الواقعة، ومواجهتهن بالمتهمين الأربعة المضبوطين بعد ساعات من تداول الواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع.
لم تبال “غادة” والدة “رنا” لأى حديث من أسر المتهمين حين تقابلوا في سرايا النيابة بالكيلو 185 بأكتوبر، مؤكدةٍ أنها لن تفرط في حق ابنتها متمسكة بحقها القانوني في الدعوى، رافضة تمامًَا مساعٍ الصلح مع المتهمين: “مش هتكلم في حوار الصلح ده غير لما اطمن على بنتي وأعمل اشاعات على رأسها عشان بتفقد الذاكرة كل شوية”.
بعد ساعات من التحقق، أمرت جهات التحقيق بنيابة أول وثالث أكتوبر بحبس المتهمين الأربعة 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما صرفت المجني عليهن “نزال” و “رنا” من سرايا النيابة العامة، بعدما انتقل فريقًا من النيابة لإجراء معاينة ميدانية لموقع الحادث، لكشف ملابسات ما جرى من خلال تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة داخل الكافيه الذي رصد بداية الواقعة وصولاً إلى طريق الواحات.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .