تأثير الشاشات الضار على جلد الطفل… مخاطر صامتة تهدد بشرة الصغار دون أن نلاحظ
✍️ كتب: شادي ياسين
في السنوات الأخيرة تضاعف اعتماد الأطفال على الشاشات بدرجة غير مسبوقة، سواء كانت هواتف ذكية أو أجهزة لوحية أو شاشات تلفزيون. وبينما يركز الكثير من الآباء على تأثير الشاشات في السلوك والانتباه والنوم، يغفل الكثير منهم تأثيرًا لا يقل خطورة: التأثير الضار للشاشات على جلد الطفل.
هذا التأثير قد لا يظهر فورًا، لكنه يتراكم بمرور الوقت ليترك آثارًا حقيقية على بشرة الأطفال الحساسة. في هذا التقرير، يستعرض موقع المفيد نيوز بالتفصيل تأثير الشاشات على جلد الطفل، وأسباب حدوث الضرر، وأعراضه، وطرق الوقاية منه.
ما الذي يجعل جلد الطفل حساسًا لهذه الدرجة؟
جلد الطفل أرق بكثير من جلد البالغين، ويفتقر إلى الحماية الدهنية الكاملة التي تتكون تدريجيًا مع العمر. لذلك فهو أكثر تأثرًا بالعوامل المحيطة، مثل الحرارة، والرطوبة، والإضاءة، والهواء الجاف. ومع التعرض المستمر للإضاءة الزرقاء المنبعثة من الشاشات، يصبح الجلد أكثر عرضة للجفاف والالتهابات والحساسية، خاصة مع الاستخدام الطويل في أماكن مغلقة.
كيف تؤثر الشاشات على جلد الطفل؟
تأثير الشاشات على جلد الطفل لا يحدث من سبب واحد، بل من مجموعة عوامل تعمل معًا. وأبرزها:
1. الضوء الأزرق وتأثيره على البشرة
الضوء الأزرق الصادر عن الشاشات معروف بتأثيره على الخلايا الجلدية، وقد أثبتت دراسات حديثة أنه يسبب:
-
الإجهاد التأكسدي لخلايا الجلد.
-
تسريع ظهور الخطوط الدقيقة مع الوقت.
-
زيادة التصبغات الجلدية خاصة لدى الأطفال ذوي البشرة القمحية والداكنة.
-
جفاف البشرة نتيجة ضعف حاجز الترطيب الطبيعي.
ورغم أن هذه الأضرار تظهر بوضوح لدى البالغين، فإن تأثيرها على الأطفال يكون أكبر نظرًا لضعف المناعة الجلدية لديهم.
2. الحرارة المنبعثة من الشاشات
الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية ترتفع حرارتها مع الاستخدام، وعندما يمسك بها الطفل لفترات طويلة، تنتقل الحرارة مباشرة إلى يديه ووجهه. هذا يؤدي إلى:
-
احمرار الجلد.
-
تهيّج البشرة.
-
ظهور طفح حراري.
-
تفاقم مشكلات مثل الإكزيما.
3. الجلوس الطويل في أماكن مغلقة
زيادة اعتماد الأطفال على الشاشات يعني بقاءهم داخل المنزل لفترات طويلة بعيدًا عن الشمس والهواء، ما يؤدي إلى:
-
ضعف ترطيب الجلد.
-
زيادة الجفاف والتقشر.
-
ضعف إنتاج فيتامين د المهم لصحة الجلد.
4. لمس الوجه المتكرر
استخدام الأجهزة يجعل الطفل يلمس وجهه باستمرار، ما ينقل البكتيريا من الشاشة إلى البشرة. هذا يرتبط بشكل مباشر بـ:
-
ظهور الحبوب.
-
التهابات البشرة.
-
زيادة الحساسية.
5. قلة شرب الماء أثناء استخدام الشاشات
ينشغل الأطفال بالشاشة لدرجة أنهم ينسون شرب الماء، ما يسرّع جفاف الجلد ويضعف مرونته.
أعراض تأثر جلد الطفل بالشاشات
قد لا يعرف الكثير من الآباء أن مشكلات جلدية معينة لدى أطفالهم مرتبطة مباشرة بالشاشات. ومن أبرز هذه الأعراض:
-
احمرار الوجه أو الخدين بعد استخدام الهاتف أو التابلت.
-
جفاف واضح حول الفم والأنف.
-
بقع داكنة بسيطة نتيجة التعرض المستمر للضوء الأزرق.
-
ظهور حبوب صغيرة على الذقن أو الخدين.
-
تهيّج البشرة عند لمس الشاشة الدافئة.
-
حكة خفيفة أو متوسطة أثناء الاستخدام.
-
تشقق الجلد في فصل الشتاء بسبب سوء الترطيب.
إذا لاحظت الأم أو الأب تكرار هذه الأعراض بعد فترات لعب الطفل بالشاشات، فهذا مؤشر واضح على المشكلة.
أكثر الفئات العمرية تأثرًا
رغم أن جميع الأطفال عرضة لمخاطر الشاشات، فإن الأكثر تأثرًا هم:
-
الأطفال أقل من 6 سنوات.
-
الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة لأكثر من 3 ساعات يوميًا.
-
الأطفال المصابون مسبقًا بالإكزيما أو الحساسية الجلدية.
-
الأطفال الذين يعيشون في بيئة جافة أو ساخنة.
هل الضوء الأزرق خطر على الجلد مثل الشمس؟
الضوء الأزرق لا يسبب حروقًا مثل الشمس، لكنه يسبب شيئًا أخطر على المدى البعيد: تلف الخلايا. فهو يخترق الطبقات السطحية للجلد ويُحدث تغيرات دقيقة قد لا تظهر إلا بعد سنوات. كما أنه يسرع ظهور علامات الإرهاق على البشرة، ويزيد التصبغات لدى أصحاب البشرة المتوسطة والداكنة.
تأثير الشاشات على نوم الطفل… وتأثير النوم على الجلد
النوم لساعات غير كافية يؤدي مباشرة إلى:
-
جفاف الجلد.
-
شحوب الوجه.
-
فقدان مرونة البشرة.
-
زيادة الهالات السوداء.
والسبب أن استخدام الشاشات قبل النوم يضعف إفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن استرخاء الجسم وتجديد الخلايا الجلدية. وبالتالي، ينعكس ذلك على مظهر البشرة وصحتها.
طرق حماية جلد الطفل من أضرار الشاشات
الخبر الجيد أن الوقاية ممكنة وسهلة إذا طُبقت بانتظام. إليك أهم الخطوات:
1. وضع قاعدة زمنية ثابتة
لا تزيد مدة استخدام الأجهزة للأطفال بين 3–6 سنوات عن ساعة إلى ساعة ونصف يوميًا.
2. استخدام واقي الضوء الأزرق
هناك كريمات خاصة للأطفال تعمل على حماية الجلد من الضوء الأزرق، كما يمكن استخدام “فلاتر الحماية” للشاشات.
3. الحفاظ على ترطيب البشرة
استخدام مرطب لطيف صباحًا ومساءً، خصوصًا في الشتاء، يساعد على حماية حاجز الجلد.
4. تشجيع الطفل على شرب الماء
يُنصح بتقديم كوب ماء للطفل كل ساعة أثناء اللعب أو الدراسة على الشاشات.
5. تعليم الطفل عدم لمس وجهه أثناء استخدام الأجهزة
وهي عادة شائعة لكنها خطيرة لأنها تنقل البكتيريا مباشرة إلى البشرة.
6. الجلوس في مكان جيد التهوية
تساعد التهوية على تقليل حرارة الجلد ومنع الالتهابات.
7. تخصيص أوقات للعب خارج المنزل
التعرض للشمس والهواء الطلق من أهم وسائل حماية البشرة وتعزيز المناعة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
ينصح بزيارة طبيب الجلدية إذا ظهرت على الطفل:
-
حساسية شديدة أو طفح متكرر.
-
تشققات جلدية لا تزول.
-
احمرار مستمر رغم تقليل وقت الشاشة.
-
حكة تؤثر على نومه.
الخلاصة
تأثير الشاشات على جلد الطفل ليس مجرد مشكلة بسيطة، بل هو خطر صامت يتطور تدريجيًا بسبب الضوء الأزرق، والحرارة، والجفاف، وقلة الحركة. ومع زيادة اعتماد الأطفال على الأجهزة الإلكترونية، يصبح دور الأهل في حماية جلد أطفالهم أساسيًا. وباتباع خطوات بسيطة، يمكن الحفاظ على بشرة الطفل صحية وخالية من التهيج والمشكلات الجلدية على المدى الطويل.

