حكم أداء العمرة بمال سلف: رحلة بين الأجر والقرض

تُعدّ العمرة من أهمّ الشعائر الإسلامية، نافلة عظيمة تجلب الأجر والثواب العظيمين للمسلم. ويسعى الكثير من المسلمين لأداء هذه العبادة المباركة، لكن قد يواجه بعضهم صعوبة في توفير المال اللازم لذلك، فيلجأون إلى الاقتراض من أجل تحقيق حلمهم. فما حكم أداء العمرة بمال سلف؟ وهل يُجزئ ذلك أم لا؟

أولاً: أقوال الفقهاء في حكم أداء العمرة بمال سلف:

اختلف الفقهاء في حكم أداء العمرة بمال سلف على قولين رئيسيين:

1. القول الأول: الجواز مع الكراهية:

يرى جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة جواز أداء العمرة بمال سلف، لكن مع الكراهية. ويستندون في ذلك إلى:

• عدم وجود دليل صريح يمنع ذلك: لم يرد في النصوص الشرعية ما ينهى عن أداء العمرة بمال سلف، بل وردت أدلة عامة تدلّ على فضل العمرة، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تردّ العمرة إلا بمثلها أو أفضل منها”.
• إمكانية تحقيق الهدف المنشود: قد يكون الاقتراض هو السبيل الوحيد لتحقيق رغبة المسلم في أداء العمرة، خاصةً إذا كان يعاني من ضيق ذات اليد.
• عدم اشتراط وجوب الحج أو العمرة على المسلم: الحج والعمرة واجبان على من استطاع، لكن لا يلزم المسلم أداء العمرة، فهي نافلة.

2. القول الثاني: الحرمة:

يرى بعض الفقهاء من الشافعية حرمة أداء العمرة بمال سلف. ويستندون في ذلك إلى:

• عدم قدرة المقترض على الوفاء: قد يعجز المقترض عن سداد الدين، ممّا يُثقل كاهله ويُعرضه للمساءلة.
• إمكانية تعريض النفس للضرر: قد يُضطر المقترض إلى التقصير في واجباته أو حقوق غيره من أجل سداد الدين، ممّا يُلحق به الضرر.
• عدم إخلاص النية: قد يُقرض المسلم المال بنية الحصول على الفائدة، ممّا يُفسد العبادة ويُبطلها.

ثانياً: شروط جواز أداء العمرة بمال سلف:

يُجوز أداء العمرة بمال سلف بشرط توفر الشروط التالية:

• أن يكون القرض حسناً: أي خالياً من أي فوائد ربوية.
• أن يكون المقترض قادراً على سداد الدين: يجب أن يكون لدى المقترض القدرة على سداد الدين في الوقت المحدد، دون إلحاق الضرر بنفسه أو بغيره.
• أن تكون النية خالصة لله تعالى: يجب أن يقصد المسلم من أداء العمرة التقرب إلى الله تعالى، لا الرّياء أو السمعة.

ثالثاً: أفضل السبل لأداء العمرة:

يُنصح المسلمون بالسعي لأداء العمرة من مال حلال طيب، دون الحاجة إلى الاقتراض. وإليك بعض النصائح لتحقيق ذلك:

• التخطيط المالي: يجب على المسلم التخطيط المالي بشكل جيد لتوفير المال اللازم لأداء العمرة.
• التقليل من الإنفاق غير الضروري: يمكن توفير المال من خلال تقليل الإنفاق على الكماليات والترفيه.
• البحث عن فرص العمل الإضافية: يمكن للمسلم البحث عن فرص عمل إضافية لزيادة دخله.
• الادخار: يجب على المسلم تخصيص جزء من دخله للادخار بشكل منتظم.
• التبرع من الآخرين: قد يُساعد التبرع من الآخرين في توفير المال اللازم لأداء العمرة.

رابعاً: خاتمة:

أداء العمرة بمال سلف جائز مع الكراهية، بشرط توفر الشروط المذكورة. ويُنصح المسلمون بالسعي لأداء العمرة من مال حلال طيب دون الحاجة إلى الاقتراض.

هل أعجبك هذا المقال؟   شاركنا رأيك!   هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إن كان كذلك، فساعدنا في نشر المعرفة!

شارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني..كل مشاركة تُسهم في وصولنا إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة محتوى هادف معهم و شكرًا لك على دعمك!

نُسعد بزياراتكم لمنصات “المفيد نيوز”  فيسبوك  تويتر   لينكد إن  بنترست يوتيوب   
                                       معًا ننشر المعرفة ونُثري العقول!

___________________________