طوفان الأقصى

حزب الله اللبناني من النشأة إلى القوة.. أسطورة المقاومة والصراع مع اسرائيل

تأسس حزب الله اللبناني عام 1982 كرد فعل على الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ونشأ في سياق الثورة الإيرانية وبدعم من الحرس الثوري الإيراني. تمحورت أهداف الحزب حول تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة القوى التي تهدد لبنان. اعتمد الحزب في بداياته على الأيديولوجية الشيعية الثورية والنهج العسكري لمقاومة إسرائيل.

المقاومة والنمو العسكري

خاض حزب الله حرب مقاومة شرسة ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، مستفيدًا من الدعم الإيراني والسوري، حيث نجح في تحقيق انتصارات بارزة على الأرض، ما أكسبه تأييدًا شعبيًا واسعًا في لبنان والمنطقة. بلغت ذروة المقاومة في عام 2000 عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، وهو ما اعتبره الحزب نصرًا تاريخيًا عزز مكانته كقوة مقاومة.

حرب 2006 وتطور الصراع

في يوليو 2006، دخل حزب الله وإسرائيل في صراع عسكري دامٍ استمر 34 يومًا، بعد أن قام الحزب بأسر جنديين إسرائيليين. هذه الحرب كشفت عن القدرات العسكرية المتقدمة للحزب، حيث استخدم تكتيكات متطورة وصواريخ بعيدة المدى ضد المدن الإسرائيلية. ورغم حجم الدمار الكبير في لبنان، استطاع حزب الله أن يفرض معادلة الردع مع إسرائيل، مما عزز صورته كقوة مقاومة لا يُستهان بها.

النفوذ السياسي

بعد عام 2006، تحول حزب الله من مجرد قوة مقاومة إلى لاعب سياسي رئيسي في لبنان. دخل الحزب في التحالفات السياسية الداخلية وشارك في الحكومة، ما منح الحزب نفوذًا سياسيًا كبيرًا بالإضافة إلى قوته العسكرية. هذا النفوذ جعله قادرًا على التأثير في القرارات الداخلية والخارجية للبنان.

الدعم الإقليمي

يستمد حزب الله دعمه بشكل رئيسي من إيران التي تمده بالأسلحة والتدريب العسكري، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي من سوريا. هذا التحالف الثلاثي شكل جزءًا أساسيًا من قوة الحزب، سواء في مواجهة إسرائيل أو في التأثير على الساحة الإقليمية.

أسطورة المقاومة

أصبح حزب الله رمزًا للمقاومة في العالم العربي والإسلامي، خاصة بعد انسحاب إسرائيل من لبنان وحرب 2006. لكن في الوقت نفسه، تزايدت التوترات الداخلية في لبنان بسبب تدخل الحزب في الصراعات الإقليمية مثل الحرب السورية، مما أثار انقسامات داخلية وانتقادات حول دوره في توازن القوى بالبلاد.

أقسام تهمك:

الصراع المستمر مع إسرائيل

رغم التهدئة النسبية منذ 2006، ما زال الصراع بين حزب الله وإسرائيل قائمًا في إطار معادلة الردع المتبادل. الحزب يواصل تطوير ترسانته العسكرية، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة، بينما تعتبره إسرائيل تهديدًا استراتيجيًا على حدودها الشمالية، وتواصل تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع الحزب في سوريا.

يمثل حزب الله اللبناني مزيجًا معقدًا بين قوة المقاومة المسلحة والنفوذ السياسي. من النشأة كحركة مقاومة ضد إسرائيل إلى أن أصبح أحد أقوى القوى العسكرية والسياسية في لبنان، يبقى حزب الله لاعبًا رئيسيًا في معادلة الصراع الإقليمي والداخلي، وموضوعًا مثيرًا للجدل حول دوره وتوجهاته المستقبلية.

 

 

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى