الإسلام المفيد

هل يجوز اخراج زكاة المال طعام ..تفصیل شامل

تُعدّ زكاة المال من أهمّ فرائض الإسلام، وهي حقّ واجب في الأموال المُزكّاة لصالح الفقراء والمستحقين

هل يجوز اخراج زكاة المال طعام  هو موضوع مقالنا عبر نوقعكم «المفيد نيوز»، حيث نقدم لكم المزيد من التفاصيل، ونجيب عن كافة الاسئلة المتعلقة.. فتابعوا باهتمام.

تُعدّ زكاة المال من أهمّ فرائض الإسلام، وهي حقّ واجب في الأموال المُزكّاة لصالح الفقراء والمستحقين.. ويهتمّ المسلمون بمعرفة أحكامها وشروطها، ومن بينها كيفية إخراجها، فهل يجوز إخراج زكاة المال طعامًا؟

في هذا الموضوع، سنُفصّل القول في حكم إخراج زكاة المال طعامًا، مع بيان الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ورأي المذاهب الفقهية الأربعة.

الأصل في إخراج زكاة المال

الأصل في إخراج زكاة المال أن تُخرج من جنس المال المزكّى. فزكاة النقود تُخرج من النقود، وزكاة الحبوب تُخرج من الحبوب، وهكذا.

قال النووي رحمه الله: “الأصل في الزكاة أن تُخرج من جنس المال المزكّى، فزكاة النقود تُخرج من النقود، وزكاة الحبوب تُخرج من الحبوب، وزكاة المواشي تُخرج من المواشي، وهكذا”. ([مغني المحتاج])

حكم إخراج زكاة المال طعامًا

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى عدم جواز إخراج زكاة المال طعامًا، حتى لو كان الفقراء في حاجة ماسة إليه.

واستدلّوا على ذلك بعدة أدلة:

  • الأحاديث النبوية الشريفة:
    • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُؤخذ الزكاة إلا طعاما“. ([رواه الترمذي])
    • عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطي زكاتي طعاما؟ فقال: لا، ولكن بِعْهُ واشترِ به طعاما”. ([رواه الترمذي])
  • الإجماع: اتفق الصحابة والتابعون على عدم جواز إخراج زكاة المال طعامًا.
  • المصلحة: إخراج زكاة المال طعامًا قد يُفقدها قيمتها الحقيقية، ويُحرم الفقراء من حقّهم في الاختيار وشراء ما يُناسبهم من احتياجاتهم.

وذهب المذهب الشافعي إلى جواز إخراج زكاة المال طعامًا إذا كان الفقراء في حاجة ماسة إليه، وكان الطعام ذا قيمة مُماثلة للنقود.

واستدلّوا على ذلك:

  • الأحاديث النبوية الشريفة:
    • عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال: إني رجل فقير، وعندي عيال، وإني مُثقل بالدين، فهل من رخصة في زكاتي؟ فقال له أبو بكر: خذ ما يكفيك وعياًلك، وأَدّ ما عليك من الدين، ثمّ تعالَ إليّ بعد ذلك“. ([رواه أحمد])
  • المصلحة: قد يُفيد إخراج زكاة المال طعامًا الفقراء في سدّ حاجاتهم الأساسية، خاصة في أوقات الأزمات.

شروط إخراج زكاة المال طعامًا عند المذهب الشافعي

اشترط المذهب الشافعي شروطًا لجواز إخراج زكاة المال طعامًا، وهي:

  • أن يكون الفقراء في حاجة ماسة إلى الطعام.
  • أن يكون الطعام ذا قيمة مُماثلة للنقود.
  • أن يُوافق الفقراء على أخذ الطعام بدلاً من النقود.
  • أن يُوزّع الطعام على الفقراء مُباشرةً، ولا يُباع.

_______________________

يهمك

___________________________

الراجح في حكم إخراج زكاة المال طعامًا

الراجح عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة هو عدم جواز إخراج زكاة المال طعامًا، حتى لو كان الفقراء في حاجة ماسة إليه.

وذلك للأدلة الشرعية القوية التي تدلّ على وجوب إخراج زكاة المال من جنس المال المزكّى، وعدم جواز إخراجها طعامًا إلا في حالات الضرورة القصوى.

وتتلخص حججهم فيما يلي:

  • الأحاديث النبوية الشريفة:
    • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُؤخذ الزكاة إلا طعاما”. ([رواه الترمذي])
    • عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطي زكاتي طعاما؟ فقال: لا، ولكن بِعْهُ واشترِ به طعاما”. ([رواه الترمذي])
  • الإجماع: اتفق الصحابة والتابعون على عدم جواز إخراج زكاة المال طعامًا.
  • المصلحة: إخراج زكاة المال طعامًا قد يُفقدها قيمتها الحقيقية، ويُحرم الفقراء من حقّهم في الاختيار وشراء ما يُناسبهم من احتياجاتهم.

ويرى المذهب الشافعي جواز إخراج زكاة المال طعامًا إذا كان الفقراء في حاجة ماسة إليه، وكان الطعام ذا قيمة مُماثلة للنقود.

واستدلّوا على ذلك:

  • الأحاديث النبوية الشريفة:
    • عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال: إني رجل فقير، وعندي عيال، وإني مُثقل بالدين، فهل من رخصة في زكاتي؟ فقال له أبو بكر: خذ ما يكفيك وعياًلك، وأَدّ ما عليك من الدين، ثمّ تعالَ إليّ بعد ذلك”. ([رواه أحمد])
  • المصلحة: قد يُفيد إخراج زكاة المال طعامًا الفقراء في سدّ حاجاتهم الأساسية، خاصة في أوقات الأزمات.

شروط إخراج زكاة المال طعامًا عند المذهب الشافعي:

اشترط المذهب الشافعي شروطًا لجواز إخراج زكاة المال طعامًا، وهي:

  • أن يكون الفقراء في حاجة ماسة إلى الطعام.
  • أن يكون الطعام ذا قيمة مُماثلة للنقود.
  • أن يُوافق الفقراء على أخذ الطعام بدلاً من النقود.
  • أن يُوزّع الطعام على الفقراء مُباشرةً، ولا يُباع.

وفي الختام، فإنّ الراجح عند جمهور الفقهاء هو عدم جواز إخراج زكاة المال طعامًا، إلا في حالات الضرورة القصوى.

ويُنصح للمسلم أن يُخرج زكاة ماله من جنس المال المزكّى، وذلك امتثالاً للأحاديث النبوية الشريفة، وللحفاظ على قيمة الزكاة الحقيقية، ولإعطاء الفقراء حقّهم في الاختيار.

ولكن إذا كان الفقراء في حاجة ماسة إلى الطعام، وكان الطعام ذا قيمة مُماثلة للنقود، وجاز للمسلم إخراج زكاة ماله طعامًا عند المذهب الشافعي، مع مراعاة الشروط التي ذكرتها.

___________________________

هل أعجبك هذا المقال؟   شاركنا رأيك!   هل وجدته مفيدًا أو ممتعًا؟ إن كان كذلك، فساعدنا في نشر المعرفة!

شارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر البريد الإلكتروني..كل مشاركة تُسهم في وصولنا إلى المزيد من الأشخاص ومشاركة محتوى هادف معهم و شكرًا لك على دعمك!

نُسعد بزياراتكم لمنصات “المفيد نيوز”  فيسبوك  تويتر   لينكد إن  بنترست يوتيوب   
                                       معًا ننشر المعرفة ونُثري العقول!

___________________________

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى