أخبار مصر

شهداء مصر من الثورة العرابية إلى الشهيد عبد المنعم رياض

شهداء مصر من الثورة العرابية إلى الشهيد عبد المنعم رياض هذا هو موضوع مقالنا عبر موقعكم «المفيد نيوز»، حيث نجيبكم فيه على كافة الاسئلة، ونلقي الضوء على كل ما يهمكم في هذا الموضوع ..فتابعو السطور القادمة بمزيد من الاهتمام.

يحل علينا يوم 9 مارس، وهو أحد الأيام المميزة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، والذي شهد أحداثًا ومعالم مهمة ستظل خالدة إلى الأبد. وفي 9 مارس 1919 شهدت مصر اندلاع أهم ثورة شعبية في تاريخ مصر وهي ثورة الـ19 التي أكدت على الغليان الوطني وتحالف كل قوى الشعب من أجل هدف واحد وهو قضية وطنية.

 

وأيضا في 9 مارس من كل عام تحتفل مصر بيوم الشهيد. فالاستشهاد هو أعلى درجات التضحية من أجل مصر، والشعور الوطني الذي يتولد داخل كل مواطن يجعله على استعداد تام للتضحية بكل غالٍ وقيم في سبيل عزة الوطن وكرامته ووحدة أراضيه وسلامتها.

 

"Theالشهيد عبد المنعم رياض

 

تم اختيار هذا اليوم بالذات لأنه يتزامن مع استشهاد الفريق عبد المنعم رياض – رئيس أركان حرب القوات المسلحة – في 9 مارس 1969. عندما ذهب إلى الجبهة في اليوم الثاني من حرب الاستنزاف ليتابع شخصيًا نتائج المعارك وسير العمليات، وأثناء مروره بالقوات في الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب بجروح قاتلة بنيران مدفعية العدو، توفي على إثرها أثناء نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، كما أصيب خرج الناس من جميع الطوائف لتوديعه وعزاء جثمانه في مشهد. مهيباً، وسيظل تمثال عبد المنعم رياض في ميدان التحرير رمزاً للتضحية والفداء الذي قدمه شعب مصر عبر عصوره المختلفة للدفاع عن أرضه، خلال الحملة الفرنسية وطوال الاحتلال الإنجليزي الذي استمر أكثر من 72 سنة. وكان المصريون في طليعة المدافعين عن فلسطين في حرب 1948، ولعلي أتذكر الشهيد البطل أحمد عبد العزيز الذي وضع الأساس الذي بني عليه تنظيم الضباط الأحرار فيما بعد. إن ميدان الجهاد الحقيقي هو مصر”. خلال العدوان الثلاثي على بورسعيد تجلت أسمى صور الفداء والتضحية، وخلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، التي انتقمت فيها مصر لكرامتها وقضت على الغطرسة الإسرائيلية.

 

ولو تأملت الأناشيد الوطنية، خاصة في عهد الاستعمار، ستجد الأنشودة الأكثر شهرة (نموت.. نموت، تحيا مصر). فالمصري لديه الإيمان والإيمان بالوطن وكرامته وحريته، ولو كان الثمن حياته في سبيل الوطن.

;

 

 

الشهيد محمد عبيد

ويعد الأميرال محمد عبيد أحد الضباط الذين شاركوا في الثورة العرابية، كما شارك في المعارك ضد الإنجليز. وفي كفر الدوار والقصاصين ثم معركة التل الكبير عام 1882 والتي أظهر فيها بسالة كبيرة. حتى لفظ أنفاسه الأخيرة واستشهاده الذي قيل عنه أنه بقي على مدفعه حتى ذاب جسده وتناثرت أشلاءه. وتحدث الشاعر فؤاد حداد عن بطولة محمد عبيد قائلا:

 

والأمهات في بحر البلاد ينادون عليه؛ بكى الحريم ليفتديه من أجل الأطفال. لقد ترك البطل يتعرض للضرب. يكسر صفوف الإنجليزي، يضربكم يا بنائين، نضرب به الطوب فجر لمحمد عبيد مكتوب في الجنة، يعرض السيف ودرعه، الملحمة أكثر خلوداً من التماثيل. لقد كان حياً ولم يكن له مثيل في الشجاعة. جسد في تراب الوطن كان مثواه

 

 

 

الشهيد جواد حسني

جواد حسني اسم سيبقى خالدا في تاريخ البطولة والتضحية والفداء. طالب كلية الحقوق الذي تطوع في… الحرس الوطني بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، واستشهد في 2 ديسمبر من نفس العام على يد الجيش الفرنسي، بعد أن تم أسره وتعذيبه. وتحمل كل أنواع الإساءة والتعذيب ورفض البوح بكلمة واحدة. وأقنعه القائد الفرنسي بأنه سيطلق سراحه، وأمره بالمغادرة. غرفة الأسير، وأثناء سيره أطلق الجنود الفرنسيون النار من أسلحتهم الرشاشة على ظهره، فسقط شهيداً.

 

 

 

ومن أروع الصور التي خلفتها تلك الملحمة رسالة للتاريخ تركها جواد حسني على جدران زنزانته، كتبها بدمه:

 

" اسمي جواد، طالب في كلية الحقوق… فوجئت بغرباء يلقون القنابل على أرضي، فانهضت لمساندته والإجابة على نداءه. الحمد لله لقد شفيت انتقامي من عدو الإنسانية، وأنا الآن أسير وجرحي ينزف دما… وأنا هنا في معسكر العدو أتحمل أقسى أنواع التعذيب… ولكن وأتساءل هل سأعيش؟ هل سأرى مصر حرة مستقلة؟ مش مهم أعيش… المهم أن مصر تنتصر….. تحيا مصر حرة. بناه الرئيس جمال عبد الناصر ليظل رمزا وتعبيرا عن صمود واعتزاز شهداء مصر.

 

على الجانب الآخر؛ أقامت مصر نصبًا تذكاريًا يليق بشهدائها على مر العصور، مستوحى من الحضارة المصرية القديمة. تم تصميمه على شكل هرم خرساني مجوف على مساحة 10000 متر مربع، بارتفاع 32 متراً. ويحتوي كل وجه على 18 سطرًا من الكتابة البارزة مكتوب عليها الأسماء الرمزية لشهداء مصر في الحروب المختلفة.

 

عزيزي الشهيد: كان يوم وفاتك يوم فخر وشرف لنا. لقد سجلتم بشهادتكم أعلى درجات الفخر والاعتزاز والشرف بدفاعكم عن تراب أرضكم ووطنكم. ليس هناك شيء أنقى وأعظم. بتقديم روحك في سبيل الله عز وجل، ولا قيمة تعادل قيمة الشهادة في سبيل الله عز وجل، فقد خلدت اسمك في عقول وقلوب كافة أبناء الوطن، والحالي. ستتذكرك الأجيال، والأجيال القادمة، وستتذكر تضحياتك وموتك من أجل أمن واستقرار وطنك.

 

لقد أصبحت ذكرى استشهادك محطة نكتسب فيها القوة والعزيمة والإرادة، ونشعر بمسؤوليتنا في السير على هذا الطريق. ستبقى خالدا في صفحات التاريخ حيا لله، ولا خيار لنا في يوم تأبينك إلا أن نقول رحمك الله وسلم. فردوسه الأعلى .

 

 

 

 

 

 

 

 

أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر جامعة هليوبوليس

  • أقسام تهمك:
  • عيادات المفيد ..للحصول على معلومات صحية موثوقة 
  • سيارات المفيد.. تحديث على مدار الساعة في عالم السيارات
  • أخبار الاقتصاد والبنوك وعالم المال والأعمال..لا تفوته
  • الإسلام المفيد .. للفتاوى والقضايا الشائكة ..هام
  • للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

    الوسوم
    إتبعنا
    Google News Flipboard

    مقالات ذات صلة

    شاهد أيضاً
    إغلاق
    زر الذهاب إلى الأعلى