شئون عسكرية

صاروخ كروز توماهوك.. الصاروخ الذي يغير معادلة الحروب الحديثة

كتب: الرفاعي عيد

في عالم الحروب الحديثة، حيث تلعب التكنولوجيا دورًا حاسمًا في تحديد موازين القوى، يظهر صاروخ كروز توماهوك كأحد الأسلحة الأكثر فعالية ودقة في الترسانات العسكرية.

على مدار عقود، استخدمت الولايات المتحدة هذا الصاروخ في عمليات عسكرية حاسمة حول العالم، ليصبح رمزًا للقوة الجوية والبحرية وقدرة الهجوم عن بعد.. فما هي مواصفات هذا الصاروخ الذي غيّر قواعد اللعبة العسكرية؟

ما هو صاروخ كروز توماهوك؟

توماهوك هو صاروخ كروز بعيد المدى، طورته الولايات المتحدة ليكون سلاحًا متعدد الاستخدامات قادرًا على ضرب الأهداف البرية بدقة فائقة. تم إطلاقه لأول مرة في السبعينيات وحقق نجاحًا كبيرًا في العمليات العسكرية منذ حرب الخليج الأولى، حيث أصبح عنصرًا رئيسيًا في الهجمات الجراحية التي تستهدف المنشآت العسكرية والبنى التحتية الاستراتيجية.

مواصفات صاروخ توماهوك: القوة والتكنولوجيا المتقدمة

  • الطول: 5.56 متر (نسخة الإطلاق من الغواصات)
  • الوزن: 1,315 كغ
  • المدى: يصل إلى 1,600 كيلومتر
  • السرعة: حوالي 880 كم/ساعة (ما يقارب 0.75 ماخ)
  • نظام التوجيه: يعتمد على أنظمة ملاحة متقدمة تشمل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، رادار تتبع التضاريس، وتقنية TERCOM (مقارنة التضاريس).
  • الرأس الحربي: يمكن أن يحمل رأسًا حربيًا متفجرًا تقليديًا بوزن 450 كغ، أو رأسًا نوويًا صغيرًا.

الدقة الجراحية: سلاح الضربات الدقيقة

ما يجعل صاروخ توماهوك مميزًا هو دقته العالية في ضرب الأهداف. يعتمد الصاروخ على نظام توجيه متطور يستخدم خرائط تضاريسية ثلاثية الأبعاد لرصد مسار الطيران وتجنب العقبات الطبيعية، مما يمنحه قدرة استثنائية على اختراق الدفاعات الجوية المعقدة والوصول إلى الأهداف بدقة تصل إلى بضعة أمتار فقط.

القدرة على الإطلاق من منصات متعددة

يتم إطلاق توماهوك من مجموعة متنوعة من المنصات البحرية، بما في ذلك الغواصات والمدمرات، مما يجعله سلاحًا مرنًا وقادرًا على استهداف العدو من مسافات بعيدة وبدون الحاجة إلى وجود طائرات أو قوات على الأرض. هذه المرونة تتيح للولايات المتحدة تنفيذ ضربات مفاجئة دون تعريض قواتها للخطر.

النسخ المتطورة: التكيف مع التحديات الحديثة

منذ تطويره، تم تحديث توماهوك عدة مرات ليتماشى مع تطورات الحرب الحديثة. من بين هذه النسخ نسخة Block IV، التي تتمتع بقدرات محسنة على إعادة التوجيه أثناء الطيران، مما يتيح لها ضرب أهداف متحركة أو تلقي تحديثات في الوقت الفعلي لتغيير مسارها بناءً على الظروف الميدانية.

العمليات العسكرية: تاريخ طويل من النجاح

لعب توماهوك دورًا حاسمًا في عدة صراعات حول العالم. خلال حرب الخليج عام 1991، أطلقت القوات الأمريكية أكثر من 280 صاروخ توماهوك لضرب أهداف عراقية حيوية.

كما تم استخدامه بكثافة في الحرب على الإرهاب لضرب منشآت القاعدة وطالبان في أفغانستان، وكذلك في الحملة ضد داعش في سوريا والعراق.

أقسام تهمك:

 

 

التحديات المستقبلية: مواجهة الدفاعات المتقدمة

على الرغم من أن توماهوك يُعتبر أحد أكثر الصواريخ فعالية، إلا أن التحديات التي يواجهها في المستقبل تشمل تطور أنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ. العديد من الدول، مثل روسيا والصين، تطور أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل S-400 وHQ-9، التي يمكن أن تعترض الصواريخ الكروز. ومع ذلك، فإن القدرة التكنولوجية المتقدمة لتوماهوك، مع تحديثات مستمرة في توجيهه وقدرته على التكيف، تبقيه ضمن الأسلحة الأكثر فاعلية في الصراعات الحديثة.

الخلاصة: سلاح المستقبل الذي يظل حاسمًا في الحاضر

صاروخ توماهوك ليس مجرد قطعة من الترسانة العسكرية؛ بل هو تجسيد للتفوق التكنولوجي والدقة العسكرية في الحروب الحديثة. بفضل قدرته على الوصول إلى أهداف بعيدة بدقة عالية، يمثل توماهوك سلاحًا لا غنى عنه للقوات المسلحة الأمريكية.

ومع التحديثات المستمرة لتكييفه مع التهديدات المستقبلية، يظل هذا الصاروخ رمزًا للقوة الجوية والبحرية التي تتحكم في مسار الحروب الحديثة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى