✍️ كتب: ملك الرفاعي
قد يظن كثيرون أن إخراج زكاة المال مسألة حسابية بحتة، لكن الحقيقة أن التحدي الأكبر لا يكمن في مقدار الزكاة، بل في لمن تُدفع.
وهنا يبرز سؤال يتكرر بكثرة في المجتمعات الخليجية: هل تجوز زكاة المال للأخت؟
سؤال يبدو بسيطًا في ظاهره، لكنه يحمل بين طياته تفاصيل فقهية دقيقة تتغير بتغير الحالة الاجتماعية، والوضع المالي، ونوع النفقة الواجبة.
في هذا الدليل الشامل نضع بين يديك خلاصة آراء الفقهاء، مع تفصيل الحالات المختلفة، والإجابة عن أكثر الأسئلة شيوعًا، بلغة واضحة ومنهج علمي موثوق
معنى زكاة المال ومقصدها الشرعي
زكاة المال فريضة شرعية وركن من أركان الإسلام، شُرعت لتحقيق التكافل الاجتماعي، وسد حاجة المحتاجين، وتنقية المال من الشح.
وهي لا تُخرج عشوائيًا، بل حدّد الشرع مصارفها بدقة، وقيّدها بشروط واضحة
قال الله تعالى:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ…﴾
ومن هنا كان لزامًا على المسلم أن يتحرّى الدقة عند إخراج زكاته، خاصة إذا كان المستفيد قريبًا له
القاعدة الفقهية العامة في إعطاء الزكاة للأقارب
الأصل في الشريعة أن الزكاة لا تُعطى لمن تجب نفقته على المزكي.
فإن كانت النفقة واجبة شرعًا، لم يجز دفع الزكاة له، لأن في ذلك إسقاطًا لواجب النفقة بالزكاة، وهو غير جائز
أما إذا لم تكن النفقة واجبة، فهنا يُفتح باب الجواز، بل قد يكون إعطاء الزكاة للقريب أفضل من إعطائها للأجنبي، لما فيه من صدقة وصلة رحم معًا
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت بوجه عام؟
الإجابة المختصرة: نعم، يجوز في حالات، ولا يجوز في حالات أخرى
ويتوقف الحكم على عدة عوامل أهمها:
حالة الأخت الاجتماعية
قدرتها المالية
وجود من تجب عليه نفقتها
مذهب الفقيه الذي يُسأل
وفيما يلي تفصيل دقيق لكل حالة
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت غير المتزوجة؟
إذا كانت الأخت غير متزوجة، ولا تملك مالًا يكفيها، ولا يوجد من ينفق عليها نفقة واجبة غير المزكي، فهنا يجوز إعطاؤها الزكاة بلا خلاف معتبر
بل ذهب كثير من أهل العلم إلى أن إعطاء الزكاة لها في هذه الحالة أولى من غيرها، لأنها تجمع بين الاستحقاق وصلة الرحم
وقد ورد في فتاوى معتبرة، ومنها ما نُقل في مواقع الفتوى المعروفة، أن هذا الحكم ثابت ما دامت الأخت محتاجة



هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت غير المتزوجة إسلام ويب؟
فضل إخفاء الصدقة: درر من نور الإيمان (اعرفها)
جاء في فتاوى عدد من الهيئات الشرعية الموثوقة أن الأخت غير المتزوجة إذا كانت فقيرة أو مسكينة، ولا تجب نفقتها على أخيها وجوبًا شرعيًا، فيجوز إعطاؤها من الزكاة
أما إن كان الأخ هو المنفق الوحيد عليها، ولا مصدر دخل لها، فهنا تُنظر المسألة من زاوية النفقة الواجبة، ويُفصل فيها بحسب القدرة والحاجة
هل يجوز دفع الزكاة للأخت المتزوجة؟
هنا يكثر السؤال ويقع الخلط
الأخت المتزوجة نفقتها الأصلية تكون على زوجها، لا على أخيها
فإذا كانت متزوجة، وزوجها غير قادر على النفقة، أو مقصرًا، أو تمر بضيق مالي حقيقي، جاز إعطاؤها الزكاة، لأن النفقة هنا ليست واجبة على الأخ
أما إذا كان زوجها موسرًا قادرًا على النفقة، فلا تُعد الأخت مستحقة للزكاة في هذه الحالة
هل يجوز دفع الزكاة للأخت المتزوجة عند المالكية؟
ذهب المالكية إلى أن العبرة بحال المستفيد لا بحال الزوج فقط
فإن كانت الأخت المتزوجة فقيرة في ذاتها، أو لا يصلها من زوجها ما يكفيها، جاز إعطاؤها الزكاة
لكن إن كانت تعيش في كفاية ظاهرة، فلا تُعطى من الزكاة حتى وإن لم يكن المال باسمها مباشرة
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت المطلقة؟
الأخت المطلقة من أكثر الحالات التي تستحق النظر الدقيق
فإن كانت مطلقة ولا تجد نفقة كافية، ولا يوجد من يعولها، فهي من أوضح مصارف الزكاة
يجوز إعطاؤها الزكاة سواء كانت في العدة أو بعدها، ما دامت مستحقة شرعًا
بل إن كثيرًا من العلماء نصّوا على أن المطلقة الفقيرة من أولى الناس بالزكاة



هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت في نفس البيت؟
السكن المشترك لا يمنع جواز الزكاة
العبرة ليست بالسكن، بل بالنفقة الواجبة
فإذا كانت الأخت تعيش في نفس البيت، لكنها مستقلة ماليًا، أو لا تجب نفقتها على أخيها، وكانت فقيرة، جاز إعطاؤها الزكاة
أما إذا كانت النفقة واجبة عليه شرعًا، فلا يجوز دفع الزكاة لها
هل يجوز إعطاء زكاة المال للأخ؟
ينطبق على الأخ ما ينطبق على الأخت
فإذا كان الأخ فقيرًا، ولا تجب نفقته على المزكي، جاز إعطاؤه الزكاة
أما إذا كان صغيرًا أو عاجزًا ونفقته واجبة، فلا تُعطى له الزكاة، بل يُنفق عليه من المال الخاص لا من الزكاة
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخ في نفس البيت؟
كما في حالة الأخت، السكن المشترك لا يؤثر
الميزان هو: هل النفقة واجبة أم لا
إن لم تكن واجبة، وكان الأخ محتاجًا، جاز إعطاؤه الزكاة
خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم
هناك فئات نصّ العلماء على عدم جواز دفع الزكاة إليهم، وهم:
الوالدان وإن علوا
الأبناء وإن نزلوا
الزوجة
من تجب نفقته وجوبًا شرعيًا
الغني الذي يملك كفايته
وهذه القاعدة مهمة لفهم سبب منع الزكاة في بعض صور الأقارب
الفرق بين الزكاة والصدقة في إعطاء الأقارب
كثير من الإشكالات تُحل إذا فُرق بين الزكاة والصدقة
فالزكاة فريضة لها مصارف محددة
أما الصدقة فهي أوسع بابًا
فمن لا يجوز إعطاؤه من الزكاة، يجوز إعطاؤه من الصدقة، بل يُستحب ذلك
أخطاء شائعة في مسألة زكاة المال للأخت
اعتقاد أن كل قريب لا تجوز له الزكاة
الخلط بين النفقة الواجبة والبر
إعطاء الزكاة لمن لا يستحق بدافع العاطفة
عدم السؤال عن حال المستفيد الحقيقي
الاعتماد على العرف دون الرجوع للحكم الشرعي
ضوابط مهمة قبل إخراج الزكاة للأخت
تحقق من حاجتها الحقيقية
تأكد من عدم وجوب النفقة عليك
استحضر نية الزكاة عند الدفع
لا تُشعرها بالمنّة أو الإحراج
اسأل أهل العلم عند الاشتباه

الأسئلة الشائعة
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت المتزوجة إذا كان زوجها مدينًا؟
نعم، إذا كان الدين يؤثر على نفقتها وحاجتها، جاز إعطاؤها الزكاة
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت العاملة؟
إذا كان دخلها لا يكفي حاجاتها الأساسية، فهي مستحقة
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت بنية المساعدة فقط؟
لا بد من نية الزكاة عند الدفع، وإلا كانت صدقة تطوع
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخت مرة واحدة بمبلغ كبير؟
يجوز إذا كانت الحاجة قائمة والمبلغ يحقق الكفاية
هل الأفضل إعطاء الزكاة للأخت أم لغيرها؟
إذا كانت مستحقة، فإعطاؤها أولى لأنه صدقة وصلة رحم
الخلاصة
مسألة زكاة المال هل تجوز للأخت ليست حكمًا واحدًا يُطلق في كل الأحوال، بل هي باب فقهي دقيق يقوم على مبدأ النفقة والاستحقاق
قد تجوز في حالات كثيرة، وقد لا تجوز في حالات أخرى، والعاقل هو من يسأل ويتحرى قبل أن يُخرج زكاته
هذا الدليل الشامل يضع أمامك الصورة الكاملة دون اختصار أو تعميم، لتُخرج زكاتك وأنت مطمئن إلى صحة فعلك وبراءة ذمتك أمام الله









