أضرار دواء زيثرون… ومتى يجب التوقف عنه فورًا؟
✍️ كتب: عبد الله حلمي
تزداد الحاجة إلى المضادات الحيوية كلما انتشرت العدوى بين الناس، ويظل دواء زيثرون واحدًا من الأدوية الأكثر استخدامًا في علاج التهابات الجهاز التنفسي والجلد والجيوب الأنفية. ورغم فعاليته الكبيرة، فإن استخدامه دون وعي أو بجرعات غير مناسبة قد يؤدي إلى ظهور أضرار لا يجب تجاهلها، سواء على المدى القصير أو الطويل.
فالكثير من المرضى يبدأون تناول زيثرون فور الشعور بآلام الحلق أو الكحة أو ارتفاع الحرارة، دون تأكد من ضرورة تناوله أو ملاءمته للحالة الصحية. ومع أن الدواء آمن نسبيًا عند استخدامه بالشكل الصحيح، إلا أن هناك حالات قد يتسبب فيها بمضاعفات تحتاج إلى تعديل الجرعة أو التوقف الفوري عنه.
في هذا المقال نعرض الأضرار المحتملة لدواء زيثرون، وكيف يمكن تمييز الأعراض الطبيعية من الخطيرة، وما هي الحالات التي يمنع فيها تناوله، وكيف تتعامل مع الأعراض إذا ظهرت.
ما هو دواء زيثرون وما وظيفته في الجسم؟
زيثرون ينتمي إلى فئة المضادات الحيوية ماكروليد، ومادته الفعالة هي أزيثروميسين.
يعمل على وقف نمو البكتيريا المسببة للالتهابات، ويُستخدم في العديد من الحالات مثل:
-
التهاب الحلق واللوز
-
التهاب الجيوب الأنفية
-
عدوى الأذن الوسطى
-
التهابات الصدر والالتهاب الرئوي
-
عدوى الجلد
-
بعض أنواع العدوى التناسلية
ورغم فاعليته، فإن تأثيره القوي على البكتيريا قد يصاحبه تأثيرات جانبية على أجهزة أخرى في الجسم، ومنها الجهاز الهضمي والقلب والكبد.
أضرار دواء زيثرون الشائعة
هناك مجموعة من الأعراض الجانبية التي تظهر بشكل شائع لدى بعض مستخدمي زيثرون. غالبًا ما تكون خفيفة وتختفي بعد التوقف عن الدواء، لكنها قد تسبب إزعاجًا للبعض.
اضطرابات الجهاز الهضمي
تُعتبر من أكثر الأضرار شيوعًا وتشمل:
-
الشعور بالغثيان
-
ألم في المعدة
-
الميل للقيء
-
الإسهال
-
فقدان الشهية
والسبب أن المضادات الحيوية تغيّر توازن البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي، فيحدث خلل يؤدي لهذه الأعراض.
عادةً لا تستدعي هذه الأعراض إيقاف الدواء إلا إذا كانت شديدة جدًا.
الصداع والدوار
قد يشعر البعض بثقل في الرأس أو دوخة خفيفة بعد الجرعة.
وغالبًا ما تزول هذه الأعراض خلال يوم أو يومين دون أي تدخل.
الطفح الجلدي البسيط
قد يظهر طفح جلدي خفيف لدى بعض الأشخاص الذين لديهم حساسية تجاه مكونات الدواء.
لكن طالما كان بسيطًا وغير مصحوب بحكة شديدة، يمكن الاستمرار في الجرعات مع مراقبة الحالة.
الأضرار المتوسطة التي يجب الانتباه لها
هناك أضرار ليست خطيرة لكنها تحتاج متابعة، لأن استمرارها قد يسبب مشاكل أكبر.
اضطراب نبضات القلب
أزيثروميسين قد يؤثر على كهرباء القلب لدى بعض الأشخاص، خصوصًا كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.
تشمل الأعراض:
-
تسارع نبض القلب
-
رفرفة أو عدم انتظام النبض
-
شعور بالضغط في الصدر
إذا لاحظ المريض هذه الأعراض، يجب التواصل مع الطبيب فورًا.
تأثير على الكبد
في حالات قليلة، قد يؤدي زيثرون لارتفاع إنزيمات الكبد أو الإصابة باحتقان بسيط.
احذر.. 5 أسباب وراء برودة قدميك منها تلف الأعصاب
علامات ذلك:
-
اصفرار الجلد أو العينين
-
تغير لون البول إلى الداكن
-
إرهاق غير مبرر
-
ألم في الجزء الأعلى من البطن
هذه العلامات يجب ألا تُهمل.
تهيّج المعدة المزمن
قد يسبب زيثرون تهيجًا مستمرًا لدى مرضى القولون العصبي، مما يزيد من:
-
الانتفاخ
-
التجشؤ
-
الغازات
-
ألم القولون
هؤلاء يحتاجون لتناول الدواء مع الطعام لتخفيف الأعراض.
الأضرار الخطيرة لدواء زيثرون (وتتطلب التوقف فورًا)
رغم ندرة هذه المضاعفات، فإن معرفتها مهمة لأن تجاهلها قد يؤدي لخطورة بالغة.
حساسية شديدة (تأق)
تشمل:
-
تورم في الوجه أو اللسان
-
صعوبة في التنفس
-
هبوط حاد
-
طفح جلدي منتشر ومؤلم
هذه الحالات تستدعي الذهاب للمستشفى فورًا.
اضطراب خطير في كهرباء القلب (QT prolongation)
قد يؤدي إلى عدم انتظام خطير في نبضات القلب، خصوصًا لمن لديهم مشاكل قلبية سابقة.
من علاماته:
-
دوخة شديدة
-
إغماء
-
ضربات قلب قوية وغير منتظمة
وفي هذه الحالة يجب إيقاف زيثرون فورًا.
التهاب الكبد الدوائي
لو ظهرت العلامات التالية بعد الجرعة الأولى أو الثانية:
-
اصفرار
-
إرهاق شديد
-
غثيان مستمر
-
فقدان الشهية بشكل حاد
يجب التوقف فورًا عن الدواء.
متى يجب التوقف عن دواء زيثرون فورًا؟
التوقف الفوري ضروري عند ظهور أي من الحالات التالية:
-
حساسية شديدة أو صعوبة تنفس
-
ألم صدري غير معتاد أو تسارع في نبض القلب
-
قيء مستمر يمنع تناول الطعام
-
إسهال شديد مائي لعدة أيام
-
اصفرار العينين أو البول الداكن
-
دوخة قوية أو إغماء
أيًا من هذه العلامات مؤشر على عدم تحمل الجسم للدواء.
من هم الأشخاص الممنوعون من تناول زيثرون؟
هناك فئات يجب أن تتجنب الدواء ما أمكن:
مرضى القلب
خصوصًا:
-
ضعف عضلة القلب
-
اضطراب نبضات القلب
-
الذين يتناولون أدوية تؤثر في كهرباء القلب
مرضى الكبد
لأن الدواء قد يزيد من ضغط العمل على الكبد.
من لديهم حساسية تجاه أدوية الماكروليد
مثل أزيثروميسين أو كلاريثروميسين.
من يتناولون أدوية تداخلية
مثل:
-
وارفارين
-
أدوية نبضات القلب
-
أدوية التشنجات
لأن زيثرون قد يغير تأثيرها في الجسم.
كيف تقلل من أضرار دواء زيثرون؟
توجد خطوات بسيطة تقلل كثيرًا من ظهور الأعراض الجانبية:
تناول الدواء بعد الأكل
يساعد في الحد من الغثيان وألم المعدة.
شرب كمية كافية من الماء
لتحسين امتصاص الدواء وتخفيف العبء على الكبد.
تجنب المسكنات القوية مع زيثرون
إلا عند الضرورة.
تجنب تناول أي مضاد حيوي آخر في نفس الفترة
حتى لا ترتفع مخاطر اضطراب الجهاز الهضمي.
إكمال الجرعة كاملة
حتى لو تحسنت الأعراض، لأن إيقاف المضاد الحيوي مبكرًا يسمح للبكتيريا بالعودة بقوة أكبر.
أسئلة شائعة عن دواء زيثرون
هل يمكن تناول زيثرون على معدة فارغة؟
يمكن، لكنه قد يسبب غثيانًا عند البعض، لذلك يُفضل بعد الطعام.
هل زيثرون يسبب النعاس؟
نادراً، لكن بعض المرضى قد يشعرون بدوار خفيف.
هل يمكن استخدام زيثرون مع الباراسيتامول؟
نعم، ولا يوجد تعارض بينهما.
هل زيثرون مناسب للأطفال؟
نعم، ولكن بجرعة يحددها الطبيب فقط.
خلاصة المقال
زيثرون دواء فعال في علاج العديد من الالتهابات البكتيرية، لكنه — مثل أي مضاد حيوي — قد يسبب بعض الأضرار التي تتراوح بين الخفيفة والخطيرة.
الأمر المهم هو استخدام الدواء بناءً على حاجة حقيقية، والالتزام بالجرعة، والانتباه لأي علامات غير طبيعية قد تستدعي التوقف عنه فورًا.
الاستخدام الواعي يجعل الدواء مفيدًا وآمنًا، بينما الاستخدام العشوائي قد يسبب مشاكل أكثر من الفائدة.








