عيادات المفيد

أسباب النبض في البطن عند النوم… وهل هو خطير؟

✍️ كتب: غفران نبيل

يعتبر الشعور بـ النبض في البطن عند النوم من أكثر الأعراض التي تثير القلق لدى الكثيرين، خاصة عندما يحدث بشكل متكرر أو يظهر فجأة دون سابق إنذار.
قد يشعر الشخص بهذا النبض وكأنه ضربات قلب قوية داخل البطن، أو اهتزاز خفيف، أو حركة تشبه الخفقان، وقد يظهر الإحساس عند الاستلقاء تحديدًا ويختفي بمجرد تغيير الوضع.

ورغم أن هذا الشعور قد يدفع البعض لربط الأمر بالقلب أو الشريان الأورطي، إلا أن الحقيقة أن النبض في البطن له أسباب عديدة، ومعظمها غير خطير، بينما توجد حالات قليلة قد تستدعي المتابعة الطبية.

في هذا المقال سنقدّم شرحًا تفصيليًا لأسباب النبض في البطن، ولماذا يظهر عند النوم تحديدًا، وكيف تفرّق بين الأسباب الطبيعية والمقلقة، وما الفحوصات المطلوبة عند الضرورة، مع نصائح عملية للحد من هذا العرض ومنع تكراره.


ما هو النبض في البطن بالضبط؟

عندما يشعر الإنسان بنبض في منتصف البطن أو أعلاه، فهذا غالبًا يكون نتيجة:

  • انتقال نبض الشريان الأورطي (الشريان الرئيسي للجسم)

  • تقلصات عضلية متكررة

  • حركة الأمعاء

  • ضغط المعدة الممتلئة على الأوعية الدموية

  • توتر الجهاز العصبي

  • ردة فعل للجسم عند الاستلقاء

إذن النبض نفسه ليس مشكلة، لكن سببه هو ما يجب فهمه.


لماذا يظهر النبض في البطن عند النوم تحديدًا؟

هناك عدة عوامل تجعل النبض أكثر وضوحًا عند الاستلقاء:

1) قلة الضوضاء والحركة

عندما يستعد الجسم للنوم، تقل الحركة والصخب، فيصبح الإنسان أكثر وعيًا بالإحساس الداخلي.

2) الاسترخاء يزيد الإحساس بنبض الشرايين

الهدوء يجعل نبض الشريان الأورطي أكثر وضوحًا، خاصة في منطقة أعلى السرة.

3) وضعية النوم

عند النوم على الظهر، يستقر البطن بالقرب من العمود الفقري، مما يجعل نبض الأوعية واضحًا.

4) امتلاء المعدة قبل النوم

الطعام يضغط على أعضاء البطن ويجعل النبض أكثر وضوحًا.

5) القلق والتوتر

الجهاز العصبي يتفاعل مع القلق ويزيد الإحساس بالخفقان أو النبض.


أسباب النبض في البطن عند النوم (تفصيليًا)

دعنا نعرض الأسباب الأكثر شيوعًا ثم الأقل شيوعًا، مع شرح كل حالة.


1) نبض الشريان الأورطي (أشيع سبب)

الشريان الأورطي يمر في منتصف البطن، ونبضه طبيعي تمامًا.
معظم الناس يشعرون به عند النوم، خاصة:

  • إذا كانوا نحفاء

  • إذا كانت عضلات البطن ضعيفة

  • إذا كان الجسم في حالة استرخاء

  • إذا كانت المعدة فارغة

  • إذا كانت النبضات قوية طبيعيًا عند الشخص

هذا النوع من النبض غير خطير إطلاقًا.


2) القولون العصبي

القولون العصبي واحد من أبرز أسباب النبض في البطن، لأنه يسبب:

  • انتفاخ

  • غازات

  • تقلصات عضلية

  • تهيج في الأمعاء

هذه التقلصات قد تُشعر الشخص بنبض أو حركة داخلية، وتزداد عند النوم بسبب هدوء الجسم.


3) التوتر والقلق

التوتر يرفع من نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي، مما ينتج عنه:

  • زيادة نبض القلب

  • إحساس بالخفقان

  • نبض محسوس في البطن والصدر

  • شد عضلي في عضلات البطن

القلق يزيد الإحساس الداخلي، حتى لو كان النبض طبيعيًا.


4) ارتجاع المريء

عند الاستلقاء، يضغط الارتجاع على عضلات الحجاب الحاجز، ما يجعل الشخص يشعر بحركة أو نبض غريب في البطن.


5) صعوبة الهضم بعد الأكل

تناول وجبة كبيرة قبل النوم يسبب:

هذا يجعل النبض واضحًا جدًّا.


6) التهاب بسيط في المعدة أو الأمعاء

قد يكون بسبب:

  • بكتيريا

  • أطعمة حارة

  • دهون عالية

  • عدوى خفيفة

التهاب الأمعاء يجعل حركتها أكثر قوة، مما يشبه “نبضًا”.


7) نقص المغنيسيوم أو الكالسيوم

يؤدي إلى:

  • تقلصات عضلية

  • ارتجاف داخل الأنسجة

  • إحساس بالنبض في الساقين والبطن

هذه حالة شائعة جدًا ولا يدركها الكثيرون.


8) النحافة الشديدة

عند النحفاء، تكون طبقة الدهون حول البطن قليلة، فيظهر نبض الشريان بوضوح أكبر.


9) زيادة نشاط الغدة الدرقية

الغدة الدرقية إذا كانت نشطة جدًا تسبب:

  • تسارع نبض القلب

  • إحساس قوي بالنبض في أماكن مختلفة من الجسم

  • رعشة خفيفة


10) تمدد الشريان الأورطي البطني (نادر)

هذا السبب نادر جدًا لكنه خطير ويظهر غالبًا عند:

  • كبار السن

  • المدخنين

  • مرضى الضغط

  • من لديهم تاريخ عائلي

علامته:
نبض قوي جدًا وثابت في نفس المكان، مع ألم في الظهر أو الخاصرة.

لكن في سن الشباب والبالغين الأصحاء — هذا السبب غير مرجح.


كيف تفرّق بين النبض الطبيعي والخطير؟

النبض الطبيعي:

النبض الذي يستدعي القلق:

  • ثابت في نفس المكان دائمًا

  • قوي جدًا ومسموع

  • يصاحبه ألم في الظهر

  • يبدأ فجأة بعد عمر 45

  • يظهر مع دوخة أو إغماء

  • يترافق مع ألم في الساقين عند المشي

في هذه الحالات القليلة، تُفضل استشارة طبيب.


لماذا يبدو النبض أقوى عند بعض الناس أكثر من غيرهم؟

يرجع هذا إلى:

  • سمك جدار البطن

  • نسبة الدهون

  • قوة ضربات القلب

  • نشاط الجهاز العصبي

  • وضعية النوم

  • امتلاء المعدة

  • وجود غازات

  • اللياقة البدنية

  • وجود التهابات بسيطة

لذلك، الشخص النحيف قد يشعر بنبض أقوى من الشخص الذي لديه دهون حول البطن.


ما الفحوصات المطلوبة إذا كان النبض مزعجًا؟

في أغلب الأحيان لا نحتاج فحوصات، لكن إذا كان النبض مستمرًا جدًا أو مصحوبًا بألم، قد يطلب الطبيب:

  • سونار على البطن

  • قياس ضغط الدم

  • تحليل الغدة الدرقية

  • تحليل الأملاح (مغنيسيوم – كالسيوم – بوتاسيوم)

  • نبض القلب ECG

  • فحص القولون إذا كانت الأعراض مرتبطة بالغازات

هذه الفحوصات تكشف أي سبب محتمل بسهولة.


هل النبض في البطن عند النوم خطير؟

في أكثر من 90% من الحالات — النبض طبيعي وغير خطير على الإطلاق.

ويختفي بزوال السبب مثل:

الحالات الخطيرة نادرة جدًا وغالبًا تترافق مع أعراض واضحة أخرى.


نصائح للتقليل من النبض في البطن عند النوم

1) تجنب الأكل قبل النوم بـ 3 ساعات

لتخفيف ضغط المعدة على الشريان الأورطي.

2) تقليل الأطعمة المسببة للغازات

مثل البقوليات والدهون والمشروبات الغازية.

3) تغيير وضعية النوم

الاستلقاء على الجانب يقلل الإحساس بالنبض.

4) ممارسة تمارين تقوية عضلات البطن

لأن العضلات الضعيفة تجعل النبض أوضح.

5) علاج القلق والتوتر

بتمارين تنفس أو أنشطة مريحة.

6) شرب الماء بانتظام

لتحسين الهضم وتقليل الالتهاب.

7) أخذ مكملات المغنيسيوم عند الحاجة

بعد استشارة الطبيب.


أسئلة شائعة حول النبض في البطن

هل النبض في البطن دليل على الحمل؟

لا… لكنه قد يزداد مع الحمل لأن الدم يتدفق أكثر في الشرايين.

هل يمكن أن يرتبط النبض بصدق بتمدد الشريان الأورطي؟

في حالات نادرة… وغالبًا عند كبار السن.

هل النبض يعني مشكلة في القلب؟

عادة لا، لأن النبض يظهر من الشريان الأورطي وليس القلب نفسه.

هل النبض يدل على الغازات؟

نعم… الغازات تضغط على الأوعية وتزيد الإحساس بالنبض.

هل يظهر النبض بعد الرياضة؟

قد يحدث لأن القلب يضخ دمًا بشكل أسرع.


خلاصة المقال

النبض في البطن عند النوم هو عرض شائع جدًا وغير خطير في أغلب الحالات.


يحدث نتيجة نبض الشريان الأورطي، أو غازات القولون، أو القلق، أو امتلاء المعدة، أو ضعف عضلات البطن.
الحالات الخطيرة نادرة وتظهر غالبًا مع أعراض أخرى مثل ألم شديد أو تاريخ مرضي معين.


التحكم في نمط الحياة، وتغيير وضعية النوم، وتخفيف التوتر، كفيل بتقليل هذا الإحساس بشكل كبير.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى