قدرات الجيش المصري: نظرة شاملة على القوة العسكرية والتسليح والتطور الحديث

✍️ كتب: حسام منصور
قدرات الجيش المصري ليست مجرد أرقام أو تصنيفات عالمية، بل هي خلاصة عقود من التطوير والتحديث المستمر في التسليح، التدريب، البنية الصناعية العسكرية، والجاهزية القتالية.
في هذا التقرير نقدم نظرة شاملة تساعد القارئ على فهم حقيقة القوة العسكرية المصرية وكيف حافظت على مكانتها كواحدة من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط وإفريقيا.
عندما نتحدث عن قدرات الجيش المصري فنحن لا نتحدث عن أرقام فقط، ولا عن معدات حربية تُعرض في تقارير أو نشرات، بل نتحدث عن عقيدة قتالية تحمل خبرات ممتدة من حروب عصيبة، واستعداد دائم، وقدرة على التحديث، واستراتيجية دفاعية تبني قوتها على مزيج من الردع والتحرك السريع وحماية الأمن القومي من كل الاتجاهات.
العمق التاريخي… جيش يعرف معنى المعركة
لا يمكن فصل القوة الحالية للجيش المصري عن تراكم الخبرات التاريخية، فقد خاض الجيش المصري حروبًا كبرى شكلت جزءًا كبيرًا من عقيدته المعاصرة، من حرب 1956، مرورًا بحرب اليمن، وصولًا إلى حرب 1967، ثم حرب الاستنزاف، وأخيرًا حرب أكتوبر 1973 التي تعد واحدة من أهم المعارك الحديثة التي شارك فيها الجيش المصري، وأظهرت قدرة على التخطيط والابتكار وصنع المفاجأة.
هذه الخبرات لم تكن مجرد أحداث عسكرية، بل دروس عملية أصبحت جزءًا من عقل المؤسسة العسكرية، وانعكس ذلك في أسلوب التدريب، وفي تطوير القوات، وفي بناء منظومات قيادة وسيطرة واعتماد خطط دفاعية وهجومية طويلة المدى.
العقيدة العسكرية المصرية… دفاع قوي وردع استراتيجي
العقيدة العسكرية المصرية تعتمد على محورين أساسيين:
الدفاع: حماية حدود طويلة تمتد من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر ومن سيناء إلى الحدود الجنوبية.
الردع: امتلاك قوة كافية لمنع أي تهديد، وإرسال رسالة واضحة بأن أي اعتداء سيكون مكلفًا لمن يفكر فيه.
وهذه العقيدة ليست نظرية، بل تطبيق واقعي مبني على طبيعة الموقع الجغرافي الحساس لمصر، وكثرة التهديدات المحيطة من إرهاب، وصراعات إقليمية، وحروب أهلية في بعض دول الجوار.
القدرات البرية… عمود القوة العسكرية المصرية
تعتبر القوات البرية المصرية أكبر مكونات الجيش، وتمتلك مجموعة واسعة من المعدات والآليات والمدرعات والدبابات، إضافة إلى وحدات المشاة الميكانيكية والمدفعية والصاعقة والمظلات.
من أبرز القدرات البرية:
دبابات القتال الرئيسية
يمتلك الجيش المصري واحدة من أكبر أساطيل الدبابات في المنطقة، من بينها:
-
دبابات M1A1 Abrams المطورة
-
الدبابة الروسية T-90MS (تحت التكوين والتسليم)
-
دبابات M60 الأمريكية بعد تحديثها
-
دبابات أخرى تستخدم في التدريبات والاحتياط
هذه الدبابات قادرة على خوض معارك مفتوحة في سيناء أو الصحراء الغربية أو الحدود الجنوبية.
المركبات المدرعة
القوات المصرية تمتلك أعدادًا كبيرة من المدرعات منها:
-
المدرعة فهد محلية الصنع
-
المدرعة تمساح
-
ناقلات جند أمريكية وروسية متنوعة
-
مدرعات مضادة للألغام MRAP
وهذه المنظومات ضرورية في مكافحة الإرهاب وحروب المدن وحماية القوات في التحركات البرية.
المدفعية
تمتلك مصر ترسانة قوية من المدفعية:
-
مدافع M109
-
مدافع هاوتزر متنوعة
-
راجمات صواريخ صينية وروسية
-
أنظمة دفاع ناري متحرك
المدفعية المصرية لعبت دورًا كبيرًا في تطوير أساليب القتال الحديثة داخل القوات البرية.
قوات الصاعقة والمظلات
القوات الخاصة المصرية من بين الأقوى إقليميًا:
-
وحدة 777
-
وحدة 999
-
قوات الصاعقة
-
قوات المظلات
هذه الوحدات تتمتع بسمعة قوية، ولها دور كبير في العمليات الداخلية والخارجية، وفي مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
القوات الجوية… الذراع الطويلة
من أبرز نقاط القوة في قدرات الجيش المصري هو سلاح الجو المتنوع والمنظم والقادر على تنفيذ مهام هجومية ودفاعية معقدة.
أبرز المقاتلات في الخدمة:
-
Rafale الفرنسية
-
F-16 الأمريكية
-
MiG-29 الروسية
-
Su-35 (وفق تقارير مختلفة حول التسليم)
-
Mirage 2000
-
طائرات تدريب متقدمة مثل K-8
هذا التنوع يمنح مصر مرونة تكتيكية كبيرة، مع قدرة على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى.
الدفاع الجوي… شبكة من الأقوى في الشرق الأوسط
شبكة الدفاع الجوي المصري متعددة الطبقات وتشمل:
-
منظومات S-300VM
-
Buk-M2
-
Tor-M2
-
منظومات Hawk المطورة
-
منظومات قصيرة المدى متنوعة
-
رادارات قوية بعيدة المدى
هذه الشبكة قادرة على التعامل مع تهديدات مختلفة من الطائرات والصواريخ، وهو أحد أهم عناصر الردع.
القوات البحرية… قوة إقليمية مؤثرة
القوات البحرية المصرية هي أكبر قوة بحرية عربية وإفريقية، وتنتشر في البحرين الأحمر والمتوسط، وتشكل درعًا حقيقيًا لحماية خطوط الملاحة والسواحل والمنشآت الحيوية.
أهم القطع البحرية:
-
حاملتا مروحيات من طراز ميسترال
-
فرقاطات FREMM
-
كورفيتات Gowind
-
غواصات Type 209 الألمانية
-
فرقاطات أوليفر هازارد
-
زوارق صواريخ متطورة
هذا التطور جعل البحرية المصرية قوة لا يستهان بها، قادرة على حماية حقول الغاز في المتوسط، وتأمين قناة السويس، وتنفيذ عمليات عسكرية بعيدة المدى.
القوات البحرية والجوية معًا… حماية المجال الحيوي المصري
التكامل بين البحرية والجوية وعناصر الدفاع الجوي سمح لمصر ببناء مظلة أمنية تمتد من السواحل وحتى عمق البحرين المتوسط والأحمر.
هذا التكامل يضمن:
-
حماية قناة السويس
-
حماية حقول الغاز البحرية
-
حماية الحدود البحرية مع قبرص واليونان
-
الردع ضد أي تهديد إقليمي محتمل
اقرأ أيضا: أسطورة السماء: F-16 المقاتلة متعددة المهام التي تسيطر على الأجواء
تطوير الصناعات العسكرية… خطوة نحو الاكتفاء الذاتي
مصر توسعت بشكل كبير في صناعاتها العسكرية من خلال:
-
الهيئة العربية للتصنيع
-
وزارة الإنتاج الحربي
-
الشراكات مع دول مثل فرنسا وروسيا وألمانيا
أبرز المنتجات:
-
مدرعات فهد وتمساح
-
ذخائر متنوعة
-
صواريخ محلية
-
تطوير الطائرات المسيرة
-
قطع بحرية تم تصنيعها في الترسانات المحلية
هذا التوجه يعزز القوة الاستراتيجية ويخفض الاعتماد على الخارج.









