هل نشهد موسمًا تاريخيًا؟ سيراميكا يتصدر الدوري.. والعملاقان في دائرة الخطر!
✍️ كتب: زياد عماد
تشهد بطولة الدوري المصري الممتاز هذا الموسم واحدة من أكثر البدايات غرابة ودرامية في السنوات الأخيرة، بعدما قلبت النتائج موازين القوى تمامًا، وصعد فريق غير معتاد إلى الصدارة، بينما انزلقت فرق جماهيرية كبرى إلى مراكز لم تعتد عليها من قبل.
وبين النجاح اللافت لسيراميكا كليوباترا، وترنّح الكبار، وصراع الهبوط الملتهب، يبدو أن المشهد الكروي في مصر يعيش حالة «استثنائية» ربما تُكتب في التاريخ إذا استمر الأداء على هذا النحو.
سيراميكا كليوباترا… صدارة مستحقة أم مفاجأة مؤقتة؟
بعد مرور 12 جولة، يقف سيراميكا كليوباترا في القمة برصيد 26 نقطة، محققًا:
-
8 انتصارات
-
2 تعادلات
-
2 هزائم
-
أقوى دفاع في الدوري تقريبًا
فريق أثبت أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء فقط، بل بالمنظومة والعمل والالتزام.
سيراميكا لم يعد مجرد فريق يبحث عن البقاء… بل صار منافسًا حقيقيًا يقدم كرة منظمة، ويملك دفاعًا صلبًا وخط وسط قادر على التحكم في إيقاع المباراة.
السؤال الآن:
هل يواصل الفريق ثورته ويستمر في سباق القمة حتى النهاية؟
الأهلي والزمالك… نتائج جيدة لكن ليست كافية
يأتي الأهلي ثانيًا بـ 23 نقطة، والزمالك ثالثًا بـ 22 نقطة، والاثنان لم يتعرضا لهزائم كثيرة، لكن كثرة التعادلات حرمت الثنائي من الصدارة.
-
الأهلي: 6 فوز – 5 تعادلات – هزيمة واحدة
-
الزمالك: 6 فوز – 4 تعادلات – هزيمتان
الأداء غير سيئ، لكن الأجواء العامة تعكس تراجع الحسم، خصوصًا أمام الفرق التي تُغلق المساحات وتلعب على المرتدات.
هل هي مشكلة إجهاد؟ أم قائمة ناقصة؟ أم مجرد بداية موسم غير مستقرة؟
الإجابة لم تتضح بعد، لكن المؤكد أن سيراميكا استغل هذا التراجع واعتلى القمة بثبات.
اشتعال صراع المراكز… من الرابع للعاشر خطوة واحدة!
المنافسة في وسط الجدول تكاد تكون «نار»، فقد تساوت فرق كثيرة في عدد النقاط أو اقتربت بدرجة كبيرة.
الأهرام، المصري، وادي دجلة، إنبي، زد، البنك الأهلي… جميعهم يتقاربون في النتائج والأداء.
الفارق بين المركز الرابع والعاشر لا يتجاوز بضعة نقاط، ما يجعل كل جولة قادرة على تغيير شكل الجدول بالكامل.
هذه المنطقة ستكون واحدة من أكثر مناطق الإثارة خلال الأسابيع المقبلة.
الكبار في دائرة الخطر… الإسماعيلي والاتحاد والمقاولون في موقف لا يُصدق
من أغرب ما يحمله جدول هذا الموسم هو السقوط المفاجئ لفرق كبيرة في منطقة الهبوط:
-
الإسماعيلي: 10 نقاط
-
الاتحاد السكندري: 8 نقاط
-
المقاولون العرب: 10 نقاط
جماهير هذه الأندية لا تصدق مشاهدتها لأنديتها بهذا الشكل.
الإسماعيلي صاحب التاريخ والبطولات يظهر بلا استقرار، والاتحاد السكندري الذي كان من فرق المربع الذهبي سابقًا يعيش تراجعًا قاسيًا، بينما يبدو المقاولون العرب خارج النسق تمامًا.
إن استمرار هذه الوضعية قد يجعل هذا الموسم من أكثر مواسم الهبوط إثارة في تاريخ الدوري المصري.
هل نحن أمام موسم يُعيد توزيع القوى في الدوري؟
الأسئلة المطروحة الآن كثيرة:
-
هل يستمر صعود الفرق الصاعدة تنظيميًا وتمويليًا مثل سيراميكا؟
-
هل يستعيد الأهلي والزمالك السيطرة سريعًا؟
-
هل ينهض الكبار المهددون قبل فوات الأوان؟
المشهد الحالي يقول إن الدوري المصري يعيش حالة «انقلاب كروي»، وأن الكرة لم تعد محسومة للأسماء فقط.
الأرقام تكشف عن تطور في أداء الفرق الصغيرة، وتراجع في حدة الفرق الكبيرة، مما يجعل الموسم الحالي مرشحًا ليكون من أكثر المواسم إثارة وتقلبًا في العقد الأخير.
خلاصة
الدوري المصري هذا الموسم يكتب سيناريو غير مسبوق:
-
سيراميكا في القمة
-
الأهلي والزمالك خلفه
-
وسط جدول مشتعلة
-
أندية جماهيرية تتصارع في أسفل الترتيب
موسم قد يتحول إلى «تاريخي» إذا استمر بهذا الشكل، والجولة القادمة قد تزيد الأمور تعقيدًا أو تقلب الحسابات رأسًا على عقب.
الجمهور ينتظر… والملعب وحده سيقول الكلمة الأخيرة.