شئون عسكرية

الصين تكشف لأول مرة عن تشكيل هجومي شبحي يجمع مقاتلات ومسيّرات

✍️ كتب: منى عبد الله

في خطوة وصفت بأنها من أخطر التطورات العسكرية في العقد الأخير، كشفت الصين لأول مرة عن تشكيل هجومي شبحي يعتمد على دمج مقاتلات مأهولة مع أسراب من المسيّرات القتالية الذكية في منظومة واحدة، تعمل بتناغم كامل داخل ميدان المعركة.


المشهد الذي ظهر خلال مناورات جوية واسعة أثار اهتمام الخبراء العسكريين حول العالم، ووصفه بعضهم بأنه “الجيل القادم من الحروب الجوية” و”التغيير الأكبر في موازين القوى الجوية منذ ظهور الطائرات الشبحية”.

تكنولوجيا “الوِينغ مان” الصينية.. خطوة تتجاوز التوقعات

التشكيل الجديد الذي كشفت عنه الصين يندرج ضمن مفهوم عسكري يُعرف عالميًا باسم Loyal Wingman، أي “الجناح المرافق الذكي”، وهو نظام يقوم على تشغيل مقاتلة شبحية يقودها طيار، بينما تحيط بها مجموعة من المسيّرات القتالية غير المأهولة، كل منها لديه مهمة محددة، وجميعها تعمل في شبكة واحدة عبر الذكاء الاصطناعي.

هذه المنظومة توفر للصين عددًا من المميزات الاستراتيجية:

  • توسيع قدرة المقاتلات على الهجوم لمسافات أبعد.

  • تنفيذ عمليات خطيرة دون تعريض الطيارين لأي تهديد مباشر.

  • القدرة على التشويش الإلكتروني المتقدم.

  • زيادة احتمالية اختراق الدفاعات الجوية المعادية.

  • جمع معلومات استخبارية في الزمن الحقيقي.

  • ضرب أهداف متعددة في وقت واحد.

تفاصيل التشكيل الشبحي الجديد

العرض العسكري الأخير أظهر مقاتلات شبحية صينية من المتوقع أن تكون من طراز J-20، وهي تقود أسرابًا من المسيّرات القتالية الصغيرة والمتوسطة، وكل مسيّرة تتحرك وفق نظام ملاحة ذكي، وتتواصل مع المقاتلة الأم بواسطة شبكة مشفرة.

ووفق التحليل العسكري للخبراء، فإن المهام التي تؤديها هذه المسيّرات تشمل:

1. الهجوم على الأهداف الأرضية

بفضل الحمولة الخفيفة والقدرة على الوصول لأماكن دقيقة يصعب على المقاتلات دخولها.

2. حماية المقاتلة الأم

إطلاق شراك خداعية لتضليل الصواريخ، أو اعتراض الصواريخ المعادية مباشرة.

3. التشويش الإلكتروني

وهي نقطة قوة للصين، إذ يمكن للمسيّرات تعطيل رادارات الدفاع الجوي في المنطقة.

4. الاستطلاع وجمع المعلومات

تنقل المسيّرات بيانات فورية للقيادة خلال العملية، مما يعزز القرار العسكري لحظة بلحظة.

5. تنفيذ هجمات انتحارية دقيقة

وهو اتجاه عالمي في تطوير المسيّرات الحديثة.

لماذا يُعتبر الكشف الصيني حدثًا عالميًا؟

لأن هذه النوعية من التشكيلات لا تمتلكها سوى دول محدودة جدًا، أبرزها الولايات المتحدة، وأستراليا، والآن الصين.
وظهور الصين بهذه القوة التقنية يعطي عدة رسائل:

  1. تقدم هائل في الذكاء الاصطناعي العسكري.

  2. تفوق كبير في صناعة المسيّرات.

  3. قدرة على توجيه أسراب كاملة من الطائرات بدون طيار بتوافق مع الطائرات المأهولة.

  4. محاولة واضحة لمنافسة الولايات المتحدة في السيطرة الجوية المستقبلية.

الخبراء يقولون إن هذه المنظومة قد تغيّر شكل الحروب، لأنها تعتمد على “القتال الشبكي” بدلًا من القتال التقليدي الذي يعتمد على الطائرات الفردية.

ماذا يعني هذا التطور للصراع العالمي؟

الكشف الصيني الأخير يأتي في وقت يشهد تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي، وفي ظل سباق تسلّح غير معلن بين واشنطن وبكين.

وبحسب محللين عسكريين، فإن امتلاك الصين لتشكيل هجومي شبحي بهذه القوة يُحدث عدة تغيرات مهمة:

  • تقليص الفجوة الجوية مع الولايات المتحدة.

  • تعزيز قدرة الصين على فرض سيطرة جوية في مناطق النزاع.

  • زيادة الضغط على القوات الأمريكية في المحيط الهادئ.

  • دعم مشروع الصين لإنشاء “جيش حديث بالكامل” بحلول عام 2035.

كما أن هذا التطور قد يدفع دولًا أخرى لتسريع مشاريعها في مجال الطائرات غير المأهولة، خصوصًا روسيا، تركيا، وإيران.

تصميم الطائرات الشبحية الصينية ودورها في التشكيل

المقاتلة J-20 التي يُعتقد أنها جزء من التشكيل تعتمد على تصميم شبحي يقلل بصمتها الرادارية، وهي حاليًا من أقوى المقاتلات في آسيا.
دمجها مع مسيّرات قتالية يجعلها أكثر خطورة لأنها:

  • تهاجم من مسافات أبعد.

  • تستخدم المسيّرات كدرع رقمي لحمايتها.

  • تشن هجمات متزامنة على أكثر من هدف.

  • تستغل الذكاء الاصطناعي لتحديد أولويات الهجوم.

أول ظهور علني يؤكد الثقة الصينية في التكنولوجيا الجديدة

المثير للاهتمام أن الصين عادة تتكتم على أحدث أسلحتها، لكن ظهور هذا التشكيل علنًا يعني:

  • أن الصين واثقة في جاهزية النظام.

  • وأنها ترسل رسالة قوية لمنافسيها.

  • وأنها دخلت فعليًا عصر “القوات الجوية الذكية”.

هل سيغيّر هذا التشكيل مستقبل الحروب؟

نعم، وبشكل كبير.
فكرة دمج أسراب المسيّرات مع المقاتلات أصبحت مستقبل القوات الجوية حول العالم، لأنها:

  • تقلل خسائر الطيارين.

  • تزيد من عدد الأهداف التي تُضرب في وقت واحد.

  • تجعل الدفاعات الجوية التقليدية غير فعّالة.

  • توفر معلومات لحظية أثناء القتال.

يرى محللون أن أول دولة تُتقن هذا النظام بالكامل ستكون صاحبة اليد العليا في حروب المستقبل.

ردود الفعل العالمية

على الرغم من أن الدول لم تعلّق رسميًا، فإن دوائر بحثية غربية بدأت في تحليل ما ظهر في العرض، وهناك تخوف واضح من أن الصين:

  • أصبحت قادرة على الوصول إلى “تفوق جوي ذكي”.

  • تتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي العسكري بشكل أسرع مما كان متوقعًا.

  • تسعى لإنتاج مسيّرات بكميات ضخمة لتفوق عددي في ساحة المعركة.

الخلاصة

الكشف الصيني عن تشكيل هجومي شبحي يجمع بين مقاتلات شبحية ومسيّرات قتالية هو واحد من أهم التطورات العسكرية في السنوات الأخيرة.
وهو مؤشر واضح على أن بكين تتحرك بثبات نحو تطوير جيش حديث يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وأن شكل الحروب الجوية خلال العقد القادم سيختلف تمامًا عن ما نعرفه اليوم.

هذا التطور يعيد رسم الخريطة العسكرية، ويجعل الصين لاعبًا مؤثرًا في سباق السيطرة الجوية العالمي.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى