تقارب مفاجئ.. دمشق تكشف تطورات إيجابية في العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة
✍️ كتب: مي عصام
أكد وزير الخارجية السوري أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة تشهد “تحسنًا ملحوظًا” خلال الفترة الأخيرة، في تصريح اعتبره مراقبون تحولًا مهمًا في مسار العلاقات التي شابها التوتر على مدار أكثر من عقد.
وجاء هذا التصريح في سياق حديث الوزير عن التطورات السياسية والدبلوماسية في المنطقة، مشيرًا إلى وجود “مسارات تواصل غير معلنة” تعمل على تخفيف حدة التوتر بين واشنطن ودمشق.
ويُعد هذا الإعلان من أبرز التصريحات العلنية التي تصدر عن مسؤول سوري رفيع المستوى حول طبيعة العلاقات بين الطرفين، خصوصًا أن الملف السوري ارتبط على مدار السنوات الماضية بعقوبات، وضغوط سياسية، وملفات أمنية معقدة.
ما الذي يدفع نحو تهدئة العلاقات بين واشنطن ودمشق؟
يقول محللون إن هناك عدة دوافع قد تكون وراء هذا التقارب النسبي:
1. التحولات الإقليمية الأخيرة
تشهد المنطقة العربية موجة من إعادة ترتيب العلاقات والبحث عن حلول سياسية للملفات المعقدة، مما يفتح الباب أمام إعادة تقييم السياسات الدولية تجاه سوريا.
2. الملفات الإنسانية والأمنية
يُعد ملف المساعدات الإنسانية، وملف مكافحة الإرهاب، من أبرز النقاط التي قد تدفع واشنطن ودمشق إلى التعاون ولو بشكل محدود.
3. المتغيرات الدولية
الاضطرابات العالمية وتغير الأولويات لدى القوى الكبرى قد يدفعان الولايات المتحدة إلى تخفيف بعض الضغوط والتركيز على ملفات أكثر إلحاحًا.
كيف ردت واشنطن على التصريح السوري؟
حتى الآن لم يصدر تعليق رسمي مباشر من الإدارة الأمريكية، لكن مصادر قريبة من دوائر صنع القرار تشير إلى أن واشنطن تتعامل بحذر مع أي تصريحات دبلوماسية من دمشق، وتفضّل إبقاء الملف السوري في نطاق “الإدارة الهادئة” بدلًا من المواجهة المفتوحة.
ويرى خبراء أن الولايات المتحدة قد ترحب بأي خطوات تخفف من التوتر، لكنها تربط ذلك دائمًا بملفات مثل الوضع الإنساني، ومسار الحل السياسي، وقوانين العقوبات المفروضة على دمشق.
هل نحن أمام بداية صفحة جديدة؟
يتفق محللون على أن التصريح السوري قد يكون مؤشرًا على مرحلة جديدة من البراغماتية السياسية في المنطقة، لكنه لا يعني بالضرورة انفراجًا كاملًا في العلاقات. فالعقوبات ما تزال قائمة، والاختلافات بين الطرفين ليست بسيطة، والملفات المعلقة عديدة.
ومع ذلك، فإن أي تحسن—even لو كان محدودًا—قد يكون له تأثير على عدة قضايا، أهمها:
-
تدفق المساعدات الإنسانية.
-
تخفيف الضغوط الاقتصادية على السوريين.
-
فتح باب التعاون الأمني في ملفات محددة.
-
دعم جهود إعادة الاستقرار الإقليمي.
كيف تنظر الدول العربية إلى هذا التقارب؟
تتابع عدة عواصم عربية التطورات بين دمشق وواشنطن باهتمام، خصوصًا بعد عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وما تبع ذلك من جهود عربية لاحتواء الأزمة السورية وإعادة دمج دمشق في الإطار الإقليمي.
ويعتقد مراقبون أن أي تقارب أمريكي-سوري — حتى لو كان بحدّه الأدنى — سيعطي دفعة إضافية لجهود تسوية الأزمة، ويعزز المسار العربي الذي يدعو لعودة سوريا إلى دورها الطبيعي في المنطقة.
خلاصة تحليلية
تصريح وزير الخارجية السوري بوجود علاقات “تسير بشكل جيد” مع الولايات المتحدة يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل المشهد السياسي في سوريا، وحول ما إذا كانت المنطقة تتجه نحو تسويات أوسع تشمل أطرافًا دولية كبرى.
ورغم أن الطريق لا يزال طويلًا، فإن مجرد وجود قنوات تواصل بين الطرفين يعد تطورًا لافتًا في معادلة استمرت سنوات قائمة على التوتر والقطيعة.