هل يجوز اخراج زكاة الفطر نقدا.. وما هي أفضل الطرق لتأديتها
تُعد زكاة الفطر واحدة من الفروض الشرعية المؤكدة على كل مسلم، الكبير والصغير، الغني والفقير الذي يملك قوت يومه. ومع اقتراب نهاية شهر رمضان، تتجدد الأسئلة كل عام حول حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الطعام، وما هي الطريقة الأفضل والمثالية التي تحقق مقصود هذه العبادة وتصل للفقراء بالشكل الذي يحقق لهم الكفاية.
ويحرص المسلمون على معرفة الفتوى الصحيحة، خاصة مع اختلاف الظروف الاقتصادية، وظهور طرق حديثة لدفع الزكاة عبر الجمعيات الرسمية أو التحويلات البنكية.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا؟
1. رأي جمهور العلماء
ذهب جمهور الفقهاء – ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة – إلى أن الأصل في زكاة الفطر هو إخراجها طعامًا كما كان يفعل النبي ﷺ والصحابة.
ومع ذلك، يرى عدد من العلماء في العصر الحديث أن إخراج القيمة النقدية جائز إذا كان ذلك أنفع للفقير أو أسهل على المزكي.
2. رأي الحنفية
يرى فقهاء المذهب الحنفي أن دفع زكاة الفطر نقدًا جائزٌ بلا حرج، بل هو الأفضل إذا كان يحقق مصلحة الفقير، لأن النقود تمكنه من شراء ما يحتاجه.
3. فتوى دور الإفتاء المعاصرة
تؤكد دور الإفتاء في معظم الدول العربية – ومنها دار الإفتاء المصرية – أن إخراج زكاة الفطر نقدًا جائز شرعًا، ويتوافق مع مقصود الشريعة في تحقيق حاجة الفقراء، خاصة في العصر الحالي الذي تغيرت فيه طبيعة المعيشة وأساليب الإنفاق.
لماذا يفضّل كثير من العلماء دفع زكاة الفطر نقدًا في الوقت الحالي؟
-
لأن النقود أيسر في التعامل عليها للفقير.
-
تمكّن المستحق من شراء ما يناسب أسرته من طعام أو دواء أو متطلبات ضرورية.
-
تساعد على تلبية الاحتياجات الفورية التي تختلف من أسرة لأخرى.
-
تتوافق مع فلسفة الزكاة التي تهدف إلى إغناء الفقير يوم العيد.
متى يجب إخراج زكاة الفطر؟
حدد العلماء وقتين لإخراج الزكاة:
1. وقت الوجوب
يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان.
2. وقت الجواز
يجوز إخراجها من أول أيام رمضان وحتى قبل صلاة العيد، لكن الأفضل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين حتى تصل إلى مستحقيها.
كم مقدار زكاة الفطر هذا العام؟
يختلف المقدار بين دولة وأخرى حسب سعر القوت الغالب.
وفي أغلب الدول العربية يتم تحديد القيمة الرسمية من دور الإفتاء والجهات الشرعية، وهي عادة تعادل قيمة صاع من الطعام بما يساوي سعره النقدي في الأسواق.
وبشكل عام، تتراوح القيمة النقدية في معظم الدول بين 2 إلى 5 دولارات تقريبًا للفرد، حسب تقدير الجهات المختصة.
من تجب عليهم زكاة الفطر؟
تجب على:
-
المسلم
-
الكبير والصغير
-
الذكر والأنثى
-
من يملك قوت يومه على الأقل
ويخرجها رب الأسرة عن نفسه وعن من يعولهم.
أفضل الطرق لتأدية زكاة الفطر
1. إعطاؤها مباشرة لمستحقيها
مثل:
-
الفقراء
-
المحتاجين
-
الأسر المتعففة
-
أصحاب الدخل غير الكافي
وهذه الطريقة تضمن وصول المبلغ كاملًا دون وسيط.
2. الجمعيات الخيرية الرسمية
تجوز الاستعانة بمؤسسات موثوقة تقوم بتحويل المبالغ إلى فقراء حقيقيين، خصوصًا قبل صلاة العيد.
3. الدفع الإلكتروني
أصبحت العديد من الجهات تقدم طرقًا معتمدة للدفع عبر المحافظ الإلكترونية أو البطاقات البنكية، وهذا يسهل على المزكي ويضمن وصول الزكاة بسرعة.
4. دعم الأسر بشكل سري
وهو من أفضل الطرق، لأنه يحفظ كرامة المحتاج ويعطيه ما يحتاج دون إحراج.
ما الهدف من زكاة الفطر؟
تهدف زكاة الفطر إلى تحقيق معنيين مهمين:
1. تطهير الصائم
لقول النبي ﷺ إنها “طهرة للصائم من اللغو والرفث”.
2. إغناء الفقير يوم العيد
حتى يشعر الجميع بفرحة العيد ولا يبقى محتاج دون طعام أو مال في هذا اليوم المبارك.
خلاصة
إخراج زكاة الفطر نقدًا أصبح اليوم أحد أكثر الطرق انتشارًا وفاعلية، وقد أفتت به الجهات الرسمية في العالم الإسلامي، خاصة مع تغير أنماط الحياة واحتياجات الناس.
ورغم أن الأصل هو الطعام، فإن الأفضلية لما يحقق مصلحة الفقير، وهو المقصد الأساسي لهذه العبادة العظيمة.
ولذلك، يبقى المهم أن تصل زكاة الفطر في وقتها الصحيح لمستحقيها، وأن تُؤدى بنية صادقة تعكس روح التكافل في المجتمع الإسلامي.








