كيف تغيّر السوشيال ميديا من شخصيتك دون أن تشعر؟

كيف تغيّر السوشيال ميديا من شخصيتك .. في زمن لم يعد فيه الهاتف الذكي يفارق أيدينا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إنستجرام، تيك توك، وتويتر جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ما نجهله غالبًا هو أن هذه المنصات لا تؤثر فقط على طريقة تواصلنا، بل تتغلغل بعمق في شخصياتنا، وتعيد تشكيل أفكارنا، مشاعرنا، وحتى سلوكياتنا دون أن ننتبه.
1. المقارنة المستمرة وتراجع الثقة بالنفس
واحدة من أبرز التغييرات التي تُحدثها السوشيال ميديا هي دفعنا إلى مقارنة أنفسنا بالآخرين. صور السفر الفاخرة، قصص النجاح المتكررة، والإطلالات المثالية تجعل المستخدم يقع في فخ الاعتقاد أن حياته أقل قيمة. هذه المقارنة المستمرة قد تؤدي إلى انخفاض تقدير الذات وزيادة مشاعر القلق والاكتئاب، خاصة لدى الشباب والمراهقين.
2. السعي وراء “الإعجابات” كمعيار للقيمة
عدد الإعجابات والتعليقات بات معيارًا خفيًا لقياس النجاح أو القبول الاجتماعي. الشخص الذي يعتاد على هذا النمط يصبح مع مرور الوقت أكثر تعلقًا برأي الآخرين، مما يغير من سلوكياته اليومية ويجعله يختار ما ينشره بناءً على ردود الفعل المتوقعة، لا على حقيقته الداخلية.
3. تقصير مدى الانتباه والتركيز
التنقل السريع بين مقاطع الفيديو القصيرة والقصص الفورية يدرّب الدماغ على البحث عن الإشباع الفوري. هذا يقلل تدريجيًا من قدرتنا على التركيز لفترات طويلة أو إنجاز مهام تتطلب صبرًا وتفكيرًا عميقًا. لذلك نلاحظ أن الكثيرين باتوا يجدون صعوبة في قراءة مقال طويل أو مشاهدة محاضرة كاملة.
4. تعزيز أو تغيير القناعات
خوارزميات المنصات الاجتماعية تعرض علينا محتوى متوافقًا مع اهتماماتنا السابقة، مما يجعلنا نعيش في “فقاعة فكرية”. هذه الفقاعة تعزز قناعاتنا بشكل مستمر وتمنعنا من الاطلاع على وجهات نظر مغايرة. ومع مرور الوقت قد تتغير شخصيتنا الفكرية بالكامل بسبب هذا التكرار الموجّه.
5. خلق هوية رقمية موازية
الكثير من المستخدمين يبدؤون في صياغة نسخة مثالية عن أنفسهم على الإنترنت: صور معدلة، لحظات نجاح فقط، وتجنب نشر أي إخفاقات. هذه الهوية الموازية قد تؤدي إلى انفصال داخلي بين “الذات الحقيقية” و”الذات الرقمية”، ما يؤثر على السلام النفسي والصدق مع الذات.
6. تطبيع السلوكيات السلبية
انتشار بعض التحديات الخطرة أو المحتويات غير الأخلاقية على السوشيال ميديا يجعلها تبدو طبيعية بمرور الوقت. هذا التطبيع قد يؤدي إلى تغيّر تدريجي في المعايير الأخلاقية والسلوكيات، خصوصًا لدى الأجيال الأصغر سنًا.
7. الإدمان العاطفي
السوشيال ميديا ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل وسيلة للحصول على “جرعة” من الدوبامين عند كل إشعار أو إعجاب جديد. هذا يجعل الدماغ يربط مشاعر السعادة الفورية باستخدام الهاتف، مما يؤدي إلى نوع من الإدمان النفسي الذي يصعب كسره.
8. انعكاسات إيجابية محتملة
بالرغم من كل هذه الآثار، لا يمكننا إنكار أن السوشيال ميديا ساهمت في تقوية التواصل الاجتماعي، وتبادل المعرفة، وإيجاد فرص عمل. لكن التوازن هو المفتاح. الاستخدام الواعي يمكن أن يحوّل هذه المنصات من مصدر ضغط نفسي إلى أداة تطوير ذاتي.
- عيادات المفيد ..للحصول على معلومات صحية موثوقة
- سيارات المفيد.. تحديث على مدار الساعة في عالم السيارات
- أخبار الاقتصاد والبنوك وعالم المال والأعمال..لا تفوته
- الإسلام المفيد .. للفتاوى والقضايا الشائكة ..هام
9. كيف تقي نفسك من التأثير الخفي؟
- تحديد وقت يومي محدد لاستخدام السوشيال ميديا.
- تنويع مصادر المعلومات لتجنب العيش داخل فقاعة فكرية.
- ممارسة أنشطة واقعية مثل الرياضة أو القراءة.
- تذكير نفسك دائمًا بأن ما تراه على الإنترنت ليس الحقيقة الكاملة.
الخلاصة
قد لا نلاحظ ذلك، لكن السوشيال ميديا تغيّر شخصياتنا تدريجيًا. من طريقة تفكيرنا إلى عاداتنا اليومية، وحتى قيمنا الأخلاقية. الوعي بهذه التغيرات هو الخطوة الأولى لحماية أنفسنا من تأثيرها الخفي. وفي النهاية، أنت من يملك السيطرة: إمّا أن تستخدم السوشيال ميديا بوعي لخدمة أهدافك، أو تتركها تتحكم بك دون أن تشعر.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .