رحيل الأمير النائم.. نهاية 20 عامًا من الصبر والمعجزة المؤجلة

رحيل الأمير النائم ..في لحظة حزينة ومؤثرة، أعلن الديوان الملكي السعودي يوم السبت عن وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، المعروف إعلاميًا بـ”الأمير النائم”، عن عمر يناهز 35 عامًا، بعد أن أمضى عشرين عامًا في غيبوبة تامة، حجز خلالها مكانًا خاصًا في قلوب السعوديين والعرب، كرمز نادر للصبر والإيمان بقضاء الله.
غيبوبة بدأت بحادث مأساوي
ولد الأمير الوليد في عام 1990، ونشأ وسط عائلة ملكية عُرفت بالكرم والخدمة العامة.. في عام 2005، وأثناء دراسته في الكلية العسكرية، تعرّض لحادث مروري مروّع تسبب في إصابة خطيرة بالرأس، أدّت إلى دخوله في غيبوبة طويلة، منذ تلك اللحظة، بدأ فصل مختلف من حياته، فصل امتد لعقدين من الزمن، دون أن يُفتح باب الاستفاقة.
ورغم التوقعات الطبية التي لم تكن متفائلة، قررت العائلة الملكية السعودية، وعلى رأسها والده الأمير خالد بن طلال، التمسك بالأمل، ورفض بشدة فكرة رفع الأجهزة الطبية أو إنهاء الرعاية، مؤمنين بأن “الحياة بيد الله”، وأن المعجزة قد تقع في أي لحظة.
حالة إنسانية نادرة.. تابعها الملايين
لم تكن قصة الأمير النائم مجرّد حالة طبية، بل تحوّلت إلى رمز إنساني وملحمة عاطفية يتابعها الملايين، وخلال سنوات الغيبوبة، انتشرت العديد من الصور والفيديوهات التي أظهرت تحركات بسيطة منه، كتحريك رأسه أو يده اليسرى، وقد اعتبرتها أسرته علامات أمل، أعادت إشعال قلوب كل من تابع قصته.
ومع كل شائعة أو خبر يتداول عن استيقاظه، كانت وسائل التواصل الاجتماعي تضج بالتفاعل والدعاء، وهو ما جعل الأمير الوليد حالة نادرة من الترابط الإنساني والتعاطف الشعبي الذي قلّ نظيره، العائلة، من جهتها، كانت تصدر بيانات تنفي أي أخبار كاذبة، وتؤكد أن الأمير ما زال تحت الرعاية الطبية المكثفة، إلى أن جاء اليوم الذي لم يكن يُنتظر.
إعلان الوفاة.. اللحظة التي صمتت فيها القلوب
في 19 يوليو 2025، أسدل الستار على واحدة من أكثر القصص المؤثرة في ذاكرة الشعب السعودي، حيث أعلن والده الأمير خالد بن طلال الخبر من خلال منشور على منصة “إكس”، قائلاً:
“يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي… بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى ابننا الغالي الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود رحمه الله.”
وسرعان ما انتشر الخبر، وتحوّلت مواقع التواصل إلى دفتر عزاء مفتوح، وامتلأت المنصات بالدعوات والتعازي والمقاطع التذكارية التي ترصد محطات من حياة الأمير، وهو نائم لكن روحه كانت حاضرة في قلوب الجميع.
جنازة مهيبة ورسالة خالدة
شهدت العاصمة الرياض جنازة مهيبة للأمير الراحل، حيث صُلّي عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله، وسط حضور واسع من أفراد الأسرة المالكة والمواطنين الذين أحبوه دون أن يروه مستيقظًا، كما تم تخصيص موقع للصلاة للنساء داخل مستشفى الملك فيصل التخصصي.
وفاته لم تكن نهاية قصة الأمير النائم، بل بداية لتأمل عميق في معاني الوفاء، والصبر، والإصرار على الأمل حتى آخر لحظة. والده، الذي رفض الانسحاب طوال عقدين، ظل رمزًا للأب الذي لا يستسلم، وأصبح مثاله حديث المجتمع، ومصدر إلهام لآلاف الأسر التي تخوض معارك مشابهة.
- أقسام تهمك:
- عيادات المفيد ..للحصول على معلومات صحية موثوقة
- سيارات المفيد.. تحديث على مدار الساعة في عالم السيارات
- أخبار الاقتصاد والبنوك وعالم المال والأعمال..لا تفوته
- الإسلام المفيد .. للفتاوى والقضايا الشائكة ..هام
الأمير النائم.. أيقونة لن تُنسى
20 عامًا من الغيبوبة لم تكن سكونًا تامًا، بل كانت رحلة من الحب، والصبر، والدعاء، والمشاعر المختلطة التي أثّرت في الجميع. كان الأمير الوليد غائب الجسد، حاضر الروح، واستمر اسمه يتردّد في المجالس، والدعاء له لا ينقطع.
واليوم، وبعد أن عاد إلى رحمة ربه، تبقى قصته واحدة من أكثر الحكايات إنسانية وتأثيرًا في تاريخ السعودية الحديث، وذكرى لن تُنسى أبدًا في وجدان من عرفه أو سمع عنه، ولو من بعيد.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .