أخبار السعودية

الأمن والعلاقات الاستراتيجية تتصدر جدول الأعمال مع بدء القمة الثانية والأربعين لمجلس التعاون الخليجي في الرياض

  • يحافظ مجلس التعاون الخليجي على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج مع دعم وخدمة القضايا العربية والإسلامية
  • قبل القمة الخليجية الثانية والأربعين، زار ولي عهد السعودي محمد بن سلمان جميع الدول الأعضاء، مما عزز العلاقات

وصل قادة دول الخليج الى الرياض اليوم الثلاثاء لحضور القمة الثانية والاربعين لمجلس التعاون الخليجي التي من المقرر ان تبحث سبلا لتشديد التعاون والتكامل في المنطقة.

وكان ولي عهد محمد بن سلمان قد استقبل الوفد العماني برئاسة نائب رئيس الوزراء قبل أن يستقبل الشيخ محمد بن راشد المكتويم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي في العاصمة السعودية.

ثم استقبل ولي العهد الكويتي ولي عهد مشعل الجابر الصباح وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وملك البحرين حمد لدى وصولهم إلى الرياض.

وترأس السعودية القمة التي تأتي في أعقاب جولة ولي العهد في دول الخليج الأسبوع الماضي، وستقود مناقشات حول الأمن الجماعي والصراعات الإقليمية وتنمية المنطقة.

وكان وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان اعلن في وقت سابق ان القمة تأتي في وقت حساس وحساس. وسيكون أمن المنطقة بندا رئيسيا في جدول الأعمال.

وتعقد القمة سنويا لبحث التقدم المحرز في تعزيز التكامل والترابط بين دول الخليج في المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية والثقافية من أجل تعزيز تنمية دولها وشعوبها.

في 9 فبراير 1981، خلال الدورة الأولى لقمة مجلس التعاون الخليجي، وقع وزراء الخارجية وثيقة إنشاء مجلس التعاون الخليجي، الذي ضم ست دول خليجية هي المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة. وهي تعتبر واحدة من أنجح التجمعات الإقليمية التي تركز على الأهداف المستقبلية.

وقال ” ان مجلس التعاون الدولى تأسس لتعزيز الامن والاستقرار والتنمية والرخاء والرفاه لمواطني دول الخليج . إنهم ثروتنا الأساسية، ومن خلالها يحققون رؤانا وآمالنا”.

وقد تمكن مجلس التعاون الخليجي من توحيد 68 قانونا وتنظيما خليجيا، و116 قانونا وتنظيما خليجيا إرشاديا. كما أنشأت 42 مؤسسة خليجية مشتركة في مجال التكنولوجيا والتعاون الاقتصادي، و26 منظمة خليجية تعمل تحت مظلة دول مجلس التعاون الخليجي. كما وافقت على 17 اتفاقا وإستراتيجية إنمائية مشتركة.

وقال السفير السعودي في عمان عبد الله العنزي ل”عرب نيوز” إن “دول الخليج تسعى دائما إلى تعزيز التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات في جميع المجالات”.

وفي السنوات الأربعين الماضية، عقد مجلس التعاون الخليجي 41 قمة سنوية، وأربع قمم استثنائية، و17 قمة استشارية، وخمس قمم مشتركة.

تتصدر دول مجلس التعاون الخليجي قائمة الدول الثلاثين الأكثر أمانا في العالم وسط الوباء العالمي.

وقال رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إن “ما تحقق عبر تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي يمنحنا الفخر.

واضاف “نعتقد ان المودة والتعاون الي يوحدان بلدينا وشعوبنا يكفيان لزيادة صلابة دول الخليج كوحدة واحدة في زمن لا يظهر الرحمة للمقسمين او الضعفاء”.

كما حظيت الظروف الاجتماعية باهتمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وخلال القمة الثالثة والعشرين لمجلس التعاون الخليجي التي عقدت في الدوحة عام 2002، قدم القادة وجهات نظرهم حول تمكين المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، وتأكيد أدوارها الاقتصادية والاجتماعية والأسرية.

ومنذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي، حقق مكاسب في مختلف المجالات. وركزت المحادثات على ضرورة تعزيز مشاركة المرأة ودعم دورها وتمكينها من المشاركة الفعالة والتأثير على تنمية المجتمع، فضلا عن المشاركة في المناصب القيادية وعملية صنع القرار، مع التأكيد على القيم والمبادئ الإسلامية والعربية.

ودعم مجلس التعاون الخليجي العديد من الأنشطة في المجال الثقافي التي تشمل الفنون البصرية والسرد والشعر والسينما والمسرح والموسيقى والتراث والإبداع.

وفيما يتعلق بالتعاون السياسي، فإن تنسيق السياسة الخارجية هو أحد الجوانب الأساسية لعمل مجلس التعاون الخليجي. ويستند هذا إلى عدة مبادئ، بما في ذلك أن تكون جارا جيدا؛ عدم التدخل في الشؤون الداخلية؛ الاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها السياسي وسلامتها الإقليمية؛ واعتماد مبدأ الحوار السلمي كوسيلة لتسوية النزاعات.

“إن مجلس التعاون الخليجي، في ضوء التكامل الملحوظ الذي وصل إليه، لم يعد أداة لتعزيز مكاسب شعوبنا فحسب، بل أصبح صرحا إقليميا يستهل إرساء الأمن والسلام الإقليميين والدوليين من خلال دوره الفعال في تطوير الحلول والمبادرات السياسية لبلدان أزمات المنطقة، قال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

عمليا، يمكن القول إن مجلس التعاون الخليجي تمكن من تحقيق العديد من النجاحات في السياسة الخارجية التي ساهمت في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج ودعم وخدمة القضايا العربية والإسلامية.

ومن أهمها تحرير الكويت، ودعم القضية الفلسطينية، ودعم استقرار وسيادة سوريا والعراق واليمن ولبنان وليبيا.

وقد اتسم التعاون العسكري بين دول الخليج بالعمل المكثف في بناء وتطوير قوات الدفاع والأمن. وقد تطور التعاون نوعيا وكميا منذ تشكيل المجلس.

وقال سلطان عمان هيثم بن طارق السعيد “سنواصل مع أشقاءنا قادة دول مجلس التعاون الخليجي المساهمة في دفع عملية التعاون بين بلدينا لتحقيق آمال شعوبنا ودفع إنجازات مجلس التعاون الخليجي إلى الأمام”.

إن وجود قوات عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي هو أحد الأسس الهامة لإنشاء نظام دفاعي مشترك يهدف إلى توفير الأمن لحماية دول مجلس التعاون الخليجي والدفاع عن استقلالها وحماية قدراتها ومكاسبها.

في عام 1982، شكلت دول الخليج قوة عسكرية مشتركة، قوة درع شبه الجزيرة، لردع والرد على العدوان العسكري ضد أي من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

وقد تضمن التعاون الأمني خلال أعمال مجلس التعاون الخليجي توقيع العديد من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم والتعاون، وخطابات النوايا.

تم تشكيل العديد من اللجان المتخصصة وفرق العمل الفني في مختلف مجالات التنسيق والتعاون الأمني، وتم إنشاء العديد من المراكز والبعثات لدعم وتعزيز عملية التعاون الأمني الخليجي.

الوحدة هي أحد الأهداف الرئيسية لمجلس التعاون الخليجي، وخلال القمة الحادية والأربعين (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح)، تم التأكيد على موضوع المصير المشترك، مع توقيع إعلان علا الذي أنهى نزاعا خليجي مع قطر.

ويهدف إعلان العلا إلى تعزيز التماسك بين الدول الأعضاء، وضمان عودة العمل الخليجي المشترك إلى مساره الطبيعي، وتحقيق تطلعات مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة أي تهديد لأي من دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن “وحدة وتكامل دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيز التشاور والتعاون بين قادتها، شروط لا غنى عنها لتعزيز أمن واستقرار المنطقة، وكذلك لتحقيق النمو الاقتصادي والتعاون في جميع المجالات، وهذا موضوع إجماع شعوبنا ومجتمعنا”.

وتعتبر قمة العلا من أهم الأحداث في تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي، بعد إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وقال ولي عهد محمد بن سلمان في وقت سابق إن الإعلان “يعزز أواصر الصداقة والأخوة بين بلداننا وشعوبنا لخدمة تطلعاتها”.

وقال “آمل أن نتمكن معا من دعم عملنا الخليجي والعربي المشترك للحفاظ على مكاسبنا وتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أوطاننا ويحقق الرفاه لشعوبنا”.

وقبل القمة ال42 لمجلس التعاون الخليجي، زار ولي العهد السعودي جميع الحلفاء الخمسة في مجلس التعاون الخليجي خلال الأسبوع الماضي، وهي واحدة من أهم الزيارات لتعزيز العلاقات بين المملكة ودول الخليج.

 

يهمك:

Related Articles

Back to top button